أحمد القاضي يكتب: اللي خايف.. يرَوَّح!!
عادوا من بعيد، أخيراً مُلوك إفريقيا يُكشرون عن أنيابهم ويعُودوا إلى إفزاع المنافسين كسابق عَهدهم، منتخب النجوم السبعة نصب السيرك الإفريقي في غرب القارة السمراء بعدما قام بترويض الأفيال الإيفوارية مُنذ بضعة أيام في مباراة ماراثونية نارية، ها هو يعود مرة أخرى ليُقدم عرضاً مُبهراً يليق بتاريخ الفراعنة مهد الكرة في الكان، إسود الأطلسي كانوا على موعد اليوم مع مُروضي الأسود المصريين في ثوبهم الجديد، هكذا يكون نسق بعض المنتخبات الكُبرى في البُطولات المُجمعة، في الأدوار التمهيدية قد يبدون غير مُقنعين ومن الممكن غير مُرشحين من الأساس، لكنهم يترقبون كالثعالب في الأحراش ويحلقون كالنسور في السماء، وفي الأدوار الإقصائية يتحولون – يتبدلون – يُفاجئون خُصومهم بُقدراتهم الخاصة ومهاراتهم المميزة فيجهزوا على ضحاياهم كالذئاب المفترسة التي لا تفتك فكوكهم عنها إلا بعد القضاء عليهم تماماً، وهذا بدا جلياً في مباراة اليوم وما شاهِدناه من عَودة الروح والإصرار والعزيمة لصُدور أحفاد الفراعنة فأضحى ذلك المنتخب المخيف الذي يعمل له الأفارقة ألف حساب وحساب، وأزعم بأن المنتخب الكاميروني الآن في حالة قلق وإرتباك من مواجهة المنتخب المصري بعد أدائهم الرائع في هاتين المبارتين وستكون مواجهتنا معهم يوم الخميس المقبل هي بمثابة نهائي مبكر ومكرر.
وبالعودة لمباراياتنا مع المنتخب المغربي على وجه التحديد نجد بأن التاريخ دائما ما يذكرها لسنواتٍ وسنوات نظراً لما تتمتع به من حساسية مُفرطة تُشبه العُقدة المتأصلة وهي أعمق من بقية دول الشمال الإفريقي الأخرى، ولكن هذه المباراة تحديدا ستمكث في الذاكرة للأبد لكونها أول مبارة يتقدم فيها أسود المغرب ويعاود الفراعنة التعادل ومن ثم التقدم وإنهاء المباراة بالإنتصار المستحق، بعدما قهروا في طريقهم التحكيم والإصابات والإرهاق وعدم التوفيق معا.
المصريين لا يقفون امام الصعاب بل اعتادوا على تحقيق المستحيل وما أبعد.
ألف مبروك للمنتخب المصري، علينا أن نفرح، ولنا أن نسهر، وبأولادنا نفخر، وما عليهم إلا الإستمرار بنفس الروح ونفس الشخصية الكروية القوية للإجهاز على أسود الكاميرون الدولة المنظمة في مباراة نصف النهائي، وأخشى ما أخشاه ألا يكون هناك مجاملات فجة لأصحاب الأرض كما يتوقع البعض، ويبقى على الفائز منا الإنتظار للأحد المقبل لمنازلة أسود التيرانجا التي غالباً ما ستتأهل لنهائي العرض الكروي الشرس للسيرك الأفريقي.
ملاحظة لطيفة اذكروها للتاريخ إن تحققت..
في تلك الحالة وإذا وفقنا الله للفوز على السنغال لاحقا فستكون المرة الأولى في التاريخ التي يستطيع فيها الفراعنة ترويض كل أنواع الأسود الموجودة في القارة السمراء دفعة واحدة وفي بطولة مجمعة واحدة اسود الجبال واسود الغابات الاستوائية واسود السهول والوديان”الاطلسي والكاميرونية والتيرانجا”
يا سادة.. إفريقيا للكبار.. أفريقيا في انتظار أسيادها للتتويج ببطولتهم المفضلة.. واللي خايف يروح