شوكت كمال يكتب: فَاقدٌ اليوم مَفْقودٌ غدًا

استقبلنا العام الجديد 2022 وتمنينا أن يحمل معه الخير ويكشف الله عنا غمة سلالات كورونا إلا أنه حمل معه سلالة متحورة عن أوميكرون تسمى BA+2، أى أوميكرون الخفى، ولا تزال المعلومات قليلة عن هذه السلالة.

ومع مجىء هذا العام فقدنا أساتذة علَّمونا ومديرين فى العمل كنا نأنس بالحديث معهم ويساعدوننا قدر استطاعتهم فى حل مشكلاتنا وجيرانًا كانوا أمثلة فى حسن الجوار، ولا شك أن هذا الفقد جعلنا نشعر بالحزن والألم؛ لأننا لن نعوضهم.

وهذا يدعونا إلى أن نحسن العمل ونتقرب إلى الله أكثر فيما تبقى من عمرنا؛ ما دام الموت قريبًا منا بعد أن استدعى من كان يشاركنا الحياة بالأمس؛ فالواحد منا فاقدٌ اليوم مفقودٌ غدًا.

ومعلوم أن التقرب إلى الله يكون بأداء العبادات المكلفين بها من صلاة وصيام وزكاة وحج إن استطعنا إليه سبيلًا، مع تحقق شرطى الاتباع والإخلاص.

ومن علامات التقوى الاستعداد للموت، فحين سُئل على بن أبى طالبرضى الله عنهعن التقوى، قال «هى الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل».

كما أن الدعاء وذِكْر الله من أعظم العبادات التى تقربنا إلى الله، فالدعاءكما أخبرنا عنه الرسول الكريمهو العبادة، أى أساس العبادة، فما يمثله المخ للجسم يمثله الدعاء للعبادات؛ لأنه إقرار بأن الإنسان يعلم أن الله هو من سيحقق له ما يريد مهما كانت معه وسائل تحقيق ذلك أو يفتقر إليها

وذِكْر الله من أيسر العبادات وأعظمها أجرًا، ويأتى فى مقدمة الذكر قراءة القرآن الكريم «مَن قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألف لام ميم حرف، ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ». تخيل لو عُرض عليك أن تقرأ عشر آيات لتأخذ عشرة جنيهات! حتمًا ستقول لصاحب العرض: سأقرأ مائة آية لتنال مائة جنيه! وقد تقول سأقرأ ألف آية لتستفيد أكثر! فما بالك بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها؟!. وعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ).

كان لا بد من تلك الالتفاتة حتى نستعد للموت الذى يفاجئنا ولا يستأذننا، ولن ينفعنا غير ما ذكرنا يوم أن نلقى الله «يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم».

وأدعو الله أن يرحم من فقدناهم من أساتذتنا الأستاذ يحيى شما، أستاذ المراجعين اللغويين بالأهرام ونهضة مصر، ومن المديرين الأستاذ عبد الحكيم الأسوانى، مدير التحرير بالمصري اليوم، ومن جيراننا الحاج عبد الرحمن متولي، نِعْم الجار.     

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى