عاطف‭ ‬طلب يكتب : عظم‭ ‬طبيبك

في‭ ‬كل‭ ‬أزمة‭ ‬يثبت‭ ‬المصريون‭ ‬أنهم‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬قهر‭ ‬المستحيل،‭ ‬وكلمة‭ ‬السر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬التلاحم‭ ‬والتماسك‭ ‬الذي‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬المصريون‭ ‬منذ‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭.‬

ظهر‭ ‬هذا‭ ‬وتجلى‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ “‬كوفيد‭ ‬19‭”‬،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬المصريون‭ ‬جيشًا‭ ‬علميًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء،‭ ‬وكان‭ ‬الجنود‭ ‬هم‭ ‬أعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬الطبي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الأطباء‭ ‬والصيادلة‭ ‬والتمريض‭ ‬ومساعدي‭ ‬التمريض‭ ‬وشركات‭ ‬الأدوية‭ ‬وإدارات‭ ‬المستشفيات‭ ‬وشركات‭ ‬التأمين‭ ‬الطبي،‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬جنديًا‭ ‬معلومًا‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا‭.‬

‭”‬الجالية‭” ‬وجدت‭ ‬لزامًا‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬التحية‭ ‬للجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬جنوده‭ ‬من‭ ‬جهودٍ‭ ‬وتضحيات‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الشهادة‭ ‬فعدد‭ ‬شهداء‭ ‬الجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬تجاوز‭ ‬الـ500‭ ‬شهيد،‭ ‬والتضحيات‭ ‬والجهود‭ ‬مستمرة،‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬منبرنا‭ ‬هذا‭ ‬ندعو‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬إلى‭ ‬الترحم‭ ‬على‭ ‬الشهداء‭ ‬وتعظيم‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يزالوا‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ “‬عظم‭ ‬طبيبك‭”.‬

المصريون‭ ‬قدموا‭ ‬ملحمة،‭ ‬فالمستشفيات‭ ‬واجهت‭ ‬الجائحة‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬قوة،‭ ‬وحتى‭ ‬المستشفيات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬ومنها‭ ‬مستشفيات‭ ‬المسالك‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ومنها‭ ‬المستشفى‭ ‬الدولي‭ ‬لجراحات‭ ‬المسالك‭ ‬البولية‭ ‬شاركت‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا‭ ‬وخصصت‭ ‬أدوارًا‭ ‬كاملة‭ ‬للعزل،‭ ‬بل‭ ‬واستمرت‭ ‬المستشفى‭ ‬في‭ ‬التطوير‭ ‬لدرجة‭ ‬أنها‭ ‬قدمت‭ ‬لمرضاها‭ ‬تقنية‭ ‬الروبوت‭ ‬الجراحي‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض،‭ ‬ويصل‭ ‬إلى‭ ‬أماكن‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬لها‭ ‬يد‭ ‬الجراح‭.‬

فيما‭ ‬لم‭ ‬تنقطع‭ ‬المستشفيات‭ ‬عن‭ ‬التدريب،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬تقنية‭ ‬الروبوت‭ ‬الجراحي‭ ‬تحتاج‭ ‬لتدريبات‭ ‬كثيرة‭ ‬متخصصة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬المستشفى‭ ‬الدولي‭ ‬بقيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬أنور‭ ‬حلمي‭.‬

الأمر‭ ‬الآخر‭ ‬كان‭ ‬لشركات‭ ‬التأمين‭ ‬والنموذج‭ ‬الأبرز‭ ‬والأقوى‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬كان‭ ‬لشركة‭ ‬عناية‭ ‬مصر‭ ‬للرعاية‭ ‬الطبية‭ ‬بقيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬شريف‭ ‬فتحي،‭ ‬إذ‭ ‬قدمت‭ ‬الشركة‭ ‬نموذجًا‭ ‬يُدرس‭ ‬في‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الشركة‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬تقدمًا‭ ‬في‭ ‬أساليب‭ ‬التعامل‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬إليه‭ ‬الدولة،‭ ‬بأن‭ ‬طورت‭ ‬في‭ ‬أنظمة‭ ‬التعامل‭ ‬وكله‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬العميل‭.‬

لا‭ ‬يفوتنا‭ ‬أولًا‭ ‬وأخيرًا‭ ‬أن‭ ‬نشيد‭ ‬بقدرة‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬سقطت‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬أوروبية‭ ‬في‭ ‬اختبارها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬استطاعت‭ ‬العبور‭ ‬بالفعل،‭ ‬وأشادت‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬بالوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المصري،‭ ‬وبقدرة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المصري‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬خلال‭ ‬الجائحة،‭ ‬فيما‭ ‬تستمر‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬اللقاح‭ ‬للمواطنين،‭ ‬بل‭ ‬وامتد‭ ‬أثر‭ ‬الخير‭ ‬للدولة‭ ‬لدرجة‭ ‬تقديم‭ ‬الجرعة‭ ‬التعزيزية‭ ‬الثالثة‭ ‬حفاظًا‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬المواطنين‭.‬

الدولة‭ ‬قامت‭ ‬بدورها،‭ ‬والجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬مستمر‭ ‬في‭ ‬مهمته‭ ‬المقدسة،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬النصيحة‭ ‬الدائمة‭ ‬أن‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬هو‭ ‬سبيلنا‭ ‬الأول‭ ‬للتصدي‭ ‬للجائحة‭ ‬نهائيًا،‭ ‬وارى‭ ‬الخلاصة‭ ‬في‭ ‬كلمتين‭ ‬تلقحوا‭ ‬والتزموا‭ ‬تصحوا‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى