عاطف طلب يكتب: الذهب الأبيض إلي أين؟

القطن المصري ذلك القطن ذو الجودة العالية والشهرة التاريخية علي مستوي العالم.
القطن المصري ليس مجرد محصول، ولكنه تاريخ وحياة وواقع فعلي ومستقبل بالنسبة لنهضة مصر الحديثة.
القطن المصري مصدر الرخاء في حياة الفلاحين والذي كان يمثل الذهب الأبيض وكان يحتل قائمة الصادرات للأسواق الخارجية.
القطن الخام أهم وأغلي صادرات مصر ونشأت عليه صناعة الغزل والنسيج والزيوت والصابون والبويات والورق.
في عصور مختلفة كانت صادرات القطن المصري هي مصدر الرخاء أو التراجع في مسيرة الاقتصاد المصري وكانت أسعاره العالمية تحتل الصداره في اهتمام الدولة المصرية.

في وقت من الأوقات كانت مصر تزوع مساحة تزيد علي مليون فدان سنوياً، وكانت هذه المساحة تمثل خمس الأراضي الزراعية في مصر، في الاربعينيات كان القطن هو الملك المتوج في الزراعة المصرية وكانت ثورة 52 حريصة علي بقاء مكانة القطن المصري خاصة وهل يمثل سلعة تصديرية مهمة تعادل البترول والسياح ومع سياسة الانفتاح الاقتصادي وتوابعها من الخصخصة إلي بيع القطاع العام منذ بداية السبعينيات بدأت مرحلة التراجع في زراع القطن في مصر.
بدأت هذه المرحلة بسياسة العدوان الوحشي علي الأراضي الزراعية من أجل المباني والعقارات.
فقد شهدت مصر في السنوات الماضية أكبر مذبحة للأرض الزراعية الطينية التي اقيمت عليها العقارات والبيوت في كل أرجاء المحروسة.

في الوقت الذي كانت هذه الاراضي من اجود الاراضي الزراعية مصر خسرت في ثلاثين سنة ماضية اكثر من مليون فدان من اجود الاراضي الزراعية تحولت إلي مبان، وكان العدوان علي الاراضي الزراعية عدوان علي محصول القطن.
أمام هذه الانهيارات المتتالية في محصول القطن وجدنا القطن الاسرائيلي يغزو الاسواق المصرية- وينافس القطن المصري العريق داخل وطنه.
وبعد ان كانت مصر من أهم الدول المصدرة للقطن في العام بدأت تستورد الذهب الابيض من الهند واسرائيل وبعض دول إفريقيا.

بل إن الجمهوريات الاسلامية في الاتحاد السوفيتي السابق أصبحت الآن من أهم الدول المصدرة للقطن. والآن نحن أمام جريمة كبري تتحمل الحكومات المتعاقبة مسئوليتها أمام انهيار زراع القطن في مصر المصانع تم بيعها المحالج تحولت إلي منتجعات وبيوت وشقق علي النيل، الأسواق الخارجية نسيت اسماً عريقاً كان يسمي «القطن المصري».
كانت المنسوجات القطنية التي تحمل اسم القطن المصري من أغلي وأجمل المنسوجات في العالم.
لعن الله من كان سبباً في انهيار زراعة القطن في مصر. وايمانا من القيادة السياسية بأهمية القطن تعلن وزارة قطاع الأعمال العام عن نتائج تجربة زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات بمساحة (218.7 فدان) للعام الحالي 2021 بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي.

ارتفاع متوسط إنتاجية الفدان إلى 9.85 قنطار زهر بالجني الآلي
وقد بلغ متوسط الإنتاجية للفدان الواحد 9.85 قنطار زهر بالجني الآلي مقارنة بـ5.7 قنطار في العام الماضي 2020، ويرجع ذلك إلى الدروس المستفادة من التجربة في عامها الأول، والخبرات المتراكمة عن زراعة الأقطان قصيرة التيلة آلياً في أراضٍ صحراوية لأول مرة في مصر. وكان القرار بالاستمرار في نفس موقع الزراعة لعامي 2020 و2021 وباستخدام نفس البذور لبناء المعرفة المطلوبة للوصول الى أفضل النتائج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى