شريف ربيع يكتب: ابتعد عن هؤلاء
كلنا نحب الأصدقاء وتكوين العديد من الصداقات.. لكن إن كانت بعض تلك الصداقات ستؤثر بالسلب على مستوياتنا الدراسية خصوصًا في فترة الامتحانات؛ ففي هذه الحالة ينبغي الابتعاد عنهم.
وحياة كل طالب منا يوجد بها الكثير من هؤلاء الذين نقابلهم في مدارسنا، والذين لا يدور على ألسنتهم سوى عبارات الإحباط والتشاؤم التي تحطِّم الهممَ والعزائم؛ مثل: “هذه المادة صعبة جدًّا”، و”لقد كرهت المدرسة”، و”لا أحب الامتحانات”، و…
فهذه النماذج ينبغي الفرار منها والابتعاد عنها طوال الوقت، ليس في فترات الامتحانات فقط، بل طوال أعمارنا؛ لأن معرفتهم تضر ولا تنفع، تضر بنا على مستوى الحياة عمومًا، وفيما يتعلق بالدراسة خصوصًا.
فنجد أنفسنا تأثرنا بكلامهم، وبدأنا في كره المدرسة؛ وبالتالي لا نذهب إليها، وحتى لو ذهبنا إليها سنكون مضطرين لذلك تحت ضغط الوالدين فقط، لكننا لن نفهم أو نستفيد من أوقاتنا داخلها؛ لأننا صنعنا حاجزًا كبيرًا داخل نفوسنا بيننا وبين المدرسة، يمنعنا من التفاعل والاندماج معها.
وبِناءً على كُرهنا للمدرسة؛ سنكره كل ما تقدمه لنا من مواد دراسية، وسنكره كذلك كل من بداخل المدرسة سواء أكانوا معلمين أو طلابًا؛ وفي نهاية الأمر لن يكون مصيرنا إلا الفشل أو مجرد النجاح الضعيف، الذي تكشف عنه نتيجة آخر الفصل الدراسي أو آخر العام.
أنا أتفهَّم أن المدرسة من أفضل الأماكن التي نجد بها أكبر عدد ممن يشاركونا نفس الإحساسات والاهتمامات، بل والدراسة أيضًا، وأعرف جيدًا أن رفقاء المدرسة وما نقضيه معهم من أوقات، مهم جدًّا بالنسبة لنا، لا سيما لو كانوا مقربين منا ويسود بيننا جو من الود والتآلف، ونجري ونلعب معًا، ونذهب سويًّا إلى النوادي والسينمات والمسارح وغير ذلك، ويُظهر كل منا ميوله ورغباته أمام هؤلاء الأصدقاء، ونشترك في مغامرات جميلة ربما تتسم ببعض أو كثير من الجنون، لا يهم.. لكنها في النهاية ممتعة لنا وتشعرنا بالسعادة.
كل هذا جميل.. لكن لا ينبغي أبدًا أن يكون ذلك على حساب مستوى التحصيل العلمي لنا، فلو أنك رأيت أن صديقك –حتى لو كان أقرب الناس إليك- لا يهتم بالدراسة، ويتصف بعدم المبالاة بالاجتهاد في المذاكرة ومتابعة الدروس، وكل همه الذهاب إلى المدرسة من أجل اللعب والمرح فقط.. هنا حاول أن تنصحه وتعدَّل من سلوكه لكن لا تضيع وقتًا كثيرًا معه، وابتعد عنه مباشرة إذا لم ينصلح حاله، خاصةً حينما تبدأ في امتحاناتك الدراسية.. وهذا نوع آخر من الأصدقاء يجب الابتعاد عنه.
وهناك أمر يحزننا جدًّا، ويسبب لنا آلامًا كبيرة لا تُنسى؛ وذلك عندما نعلم أن صديقًا لنا خدعنا، وأخفى في نفسه عكس ما كان يُظهره لنا.. وهذا النوع نجده كثيرًا في مدارسنا؛ حيث نرى دائمًا بعض زملائنا أو أصدقائنا يتظاهر بأن المواد الدراسية صعبةٌ عليه، وأنه يخاف من الرسوب بسببها؛ ثم نفاجأ آخر الفصل الدراسي أو آخر العام بعد إعلان النتيجة، أن هؤلاء من أوائل المدرسة!!
في هذه اللحظة فقط نتذكر كل ما كانوا يقولونه؛ ونفهم أنهم كانوا يخدعوننا ويحاولون إلهاءنا عن المذاكرة كي يتفوقوا هم ولا ننفاسهم في هذا التفوق.. وهذا النوع من أخطر الأنواع التي من الممكن أن نقابلها طوال أعمارنا، ولا بد من الابتعاد عنهم فور انكشاف أمرهم.
الإنسان يحب العلاقات الاجتماعية وتكوين الصداقات، والحياة ملأى بالعديد من الشخصيات التي نقابلها ونتعامل معها؛ ودورنا أن ننتقي ونحسن اختيار من نصاحب؛ كي تكون صداقاتنا مثمرة.