عاطف طلب يكتب : لا بديل عن الشمول التأميني
خسر كثيرًا من لا يزال بعيدًا عن قطاع التأمين، لأن هذا القطاع هو الذي يحقق الأمان الشامل للفرد، ومن أراد أن ينظر إلي هذه الصناعة ووضعها فلينظر إليها في كل دول العالم.
ومن أراد الواقع في مصر فلينظر إلي من لديه تعاقد من قطاع التأمين، وليس شركة بعينها بل أي شركة، لأن قطاع التأمين تحكمه قواعد، فأي شركة تفرق عن غيرها في الإبداع في العروض.
اقتراحي هنا ينصب علي نقل مفهوم الشمول المالي إلي الشمول التأميني، أي أننا ننقل الثقافة المصرفية لتكون ثقافة تأمينية موازية، ولذلك علينا أن نكون وسيلة لذلك في وسائل الإعلام.
وتأتي أهمية خدمات قطاع التأمين فيما تقدمه من حماية للأفراد والمؤسسات، فمثلًا ظهرت أهمية التأمين بشدة أثناء جائحة كورونا، فتخيل ماذا كان شعور الشركات حينما علمت أن الجوائح في ذلك الوقت لم تك تخضع للتأمين، بل إن الأوبئة كانت خارج الإطار التأميني، لكن قطاع التأمين بما يزخر به من قيادات استطاع أن يتجاوز ذلك ويتكيف مع الأزمة بعبقرية قياداته.
هذا يدل علي أننا أمام قطاع مرن يحتاج فقط من يتعاطي معه أولًا ليعرف ما يقدمه من خدمات.
المواطن يحتاج أن يعرف أن التأمين حماية له وضمان لمستقبله ومستقبل أبنائه، فمثلًا لي صديق اشتري سيارة بتحويشة العمر يتجاوز سعرها نصف مليون جنيه، وحدثت له حادثة بالسيارة انقلب بها علي الطريق الصحراوي وخرج منها معافًا وسليمًا، ورغم ذلك كنت أواسيه علي السيارة وما حدث لها، ففاجئني برده: “الموضوع معايا بس الخضة اللي اتخضيتها وكنت هموت، إنما العربية كل حاجة فيها هترجع علي حساب التأمين، أنا مأمن ومخرجتش عن شروط التأمين.
الرد أذهلني، ثقافة هذا الرجل التأمينية حافظت له علي تحويشة عمره، فلماذا لا تكون هذه الثقافة معممة علي الجميع يستفيد منها الفقير قبل الغني، خاصة أن الفقير هو الذي لن يتحمل أن تضيع منه تحويشة عمره، بل لن يسمح أن تكون مهددة من الأساس.
شركات التأمين الآن أصبحت أكثر تطورًا لدرجة أنها وفرت تأمينًا طبيًا، فليس شرطًا الآن أن تكون موظفًا ليكون لديك تأمين طبي، بل يمكن أن يكون لديك تأمين طبي بمبالغ شهرية تساوي سعر وجبة واحدة يوميًا، لا أبالغ وأنا أقول ذلك، بل أنا أحد المستفيدين من هذا الأمر بتعاقد خاص.
تعميم الثقافة التأمينية، وحتي ريادة الشمول المالي مشوار طويل يحتاج من الجميع التكاتف، ونحن هنا بدأنا أول خطوة في مشوار التوعية.