الدكتور أحمد مُصطفي يكتُب: أهلاً بكُم في الجمهورية الجديدة

جمهورية عصرية بُنيت في عهد السيسي"

حينما أطلق فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي صانع النهضة وباني مصر الحديثة وأفضل من تولي إدارة مقاليد الحُكم في البلاد عبر تاريخها القديم والحديث مصطلح ومفهوم الجمهورية الجديدة، انصرف أذهان الكثيرين إلى أن المقصود بها هو العاصمة الإدارية الجديدة، التي إقترب موعد أفتتاحها، وربطوا بين هذا الحدث المهم والتاريخي، في حياة مصر والمصريين، وبين هذه الجمهورية التي أعلن عنها فخامة الرئيس.

ولكن الأمر في حقيقتُه ليس متعلقًا فقط بالإنشاءات والطُرق والكباري وبتطوير المباني والجدران فقط ، وإنما كذلك بتنمية وتطوير مهارات البشر والإنسان وتحسين أحوالُهم المعيشية وكرامتهم الإنسانية، فالجمهورية المصرية الجديدة هي دولة عصرية بيتمتع فيها المواطن بكرامته وإنسانيتُه، من حياة كريمة وسكن مناسب وصحة جيدة وتعليم مواكب لإحتياجات العصر وسوق العمل ، لذا أطلق فخامة الرئيس العديد من المبادرات التي تمس حياة أهلنا في جميع ربوع مصر والقرى والنجوع، على رأسها مبادرة حياة كريمة، التي جعلت الصعيد مثلاً والقُري والنجوع في قلب اهتمام الدولة المصرية وقيادتها السياسية، فوفرت لأبنائه سكنًا صحيًا حديثًا يليق بهم، بمرافقه الأساسية من مياه وصرف صحي وكهرباء وكذلك إنشاء وتطوير المُستشفيات والمدارس لتخدم أهاليها .

كما كانت مبادرة 100 مليون صحة؛ للقضاء على فيروس سي، والكشف عن الأمراض غير السارية لمثالًا واضحًا على الارتقاء بالإنسان المصري، والاهتمام اللائق به، ثم لم تهمل الجمهورية الجديدة الاهتمام بالتنمية الزراعية، حيث إن قطاع الزراعة من أهم القطاعات التي كانت تتميز بها الدولة المصرية على مر التاريخ، فأطلقت مصر مشروع المليون ونصف فدان.
الجمهورية الجديدة جاءت لمواكبة تحديات العصر، ومواجهة حروب الجيل الرابع والخامس بل وحروب الجيل السادس التي تُطرق حالياً أبوابنا ولكن يبدو أن الصراع ما زال في مهد الطريق، في ظل بدء سباق جديد لامتلاك تكنولوجيا شبكة الجيل السادس “6G”، والتي ستفتح الطريق أمام أول من يحظى ببراءة الاختراع لقيادة الثورة الصناعية القادمة ، وأخطر ما في هذه الحروب أن الدول تستخدمها لاحتلال العقول البشرية بدلًا من الأوطان، ثم تتحكم في هذه العقول بالطريقة التي تخدم مصالحها وتوجُهاتها، وهو ما يتطلب استحداث مدن ذكية تكنولوجية رقمية تتنبأ بهذه الحروب وتتحكم فيها، فالجمهورية الجديدة ليست رد فعل لأحداث تدور من حولها كما كان في العهود السابقة ، وإنما هي من تصنع الأحداث وتكون فاعلًا وشريكاً أساسيًا فيها.

الجمهورية الجديدة تحتاج طريقة تفكير جديدة أيضًا، ليست نمطية كما كان في السابق، تحتاج عقولًا جديدة، وتحالفات إستراتيجية جديدة مضادة، لا تقوم على الأيديولوجيات والأفكار وإنما على المصالح المشتركة، التي لا يعرف العالم الآن لغة غيرها، وهذا ما يفسر توجه الدولة المصرية لإقامة تحالفات عديدة تخدم مصالحها في كل مكان على وجه الأرض، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط، والذي يضم عددًا من الدول مثل إيطاليا وفرنسا واليونان وقبرص وإسرائيل، جعل دولًا أخرى كانت تعادي مصر وشعبها، تسعى للدخول في هذا التحالف، ووقف العداء وطي صفحة الماضي، حفاظًا على المصالح المشتركة ، وكذلك تطوير وتحديث التعليم وإستحداث طُرق ووسائل ومناهج وتخصُصات تواكب إحتياجات ومُتطلبات العصر وسوق العمل .

الجمهورية الجديدة تهتم بالشباب باعتبارهم قادة المستقبل وأمل الأمة في النهوض والتنمية والوصول إلي مصاف الدول العُظمي والمُتقدمة ، ولذا كان أول من أسس كيانًا في هذه الجمهورية هم الشباب، بتدشين “تنسيقية شباب الأحزاب” والذي أصبح كياناً سياسياً فاعلاً علي الأرض وبه خيرة من شباب هذا الوطن الواعد الذي أصبح منهُم نواب ونواب مُحافظين …إلخ وكذلك “اتحاد شباب الجمهورية الجديدة”، تلك الجمهورية التي تبني في الداخل وعينها على الداخل والخارج معًا، فهي جاذبة للاستثمار، بعدما أصبحت تمتلك بنية تحتية تضاهي ما هو موجود في دول أوروبا، مع قرارات الإصلاح الاقتصادي التي تشجع المستثمر وتثبت قدمه في مصر الحديثة ليستثمر ويُعمر ويبني في مصر الجديدة .

أيضاً لن يكون هناك جمهورية جديدة بلا حريات مسئولة، فالحرية المطلقة مفسدة مطلقة، وهذا هو المأمول من هذه الجمهورية، التي لا يمكن أن تقوم إلا على احترام حقوق الإنسان والتي من أهمها الحق في تداول المعلومات والتعبير عن الرأي بوسائل مشروعة وقانونية، في إطار الدستور المصري لذاً تم إلغاء قانون الطوارئ وتدشين عام 2022 عاماً لحقوق الإنسان.

ربما يكون الحديث عن الجمهورية الجديدة أشبه بالحلم الجميل الذي طال إنتظارُه لسنوات طويلة حتي تحقق، ولكن بالنظر إلى الإرادة السياسية لقيادة هي من وجهة نظري الأفضل بكُل المقاييس عبر تاريخ مصر القديم والحديث والتي تسابق الزمن وتسارعه، فإن ما تحقق ولا يزال على أرض الواقع وبلُغة الأرقام والإنجازات يبشر بأن القادم أجمل وأفضل بفضل من الله، وأن المصريين ينتظرهم مستقبل باهر يليق بهم وبأبنائهم، الذين دفعوا ثمنه مقدمًا بالصبر على تحمل التنمية وساندوا قيادتهم الوطنية الأمينة والتي جاءت منحة إلهية في وقت عصيب وذلك في وطنٍ الصبر فيه على مرارته أحلى من العيش في جزيرة لنكاوي أو هفار أو في المالديف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى