داليا شوقى تكتب: المرأة ودخولها سوق العمل
نعيش حالياً عصر مليء بالتغييرات التي تنعكس بشكل واضح على كل المجالات، بل تنعكس على الإنسان نفسه .. هذا أدى إلى وجود فرص كبيرة لجميع من يرى في نفسه الكفاءة لاقتحام سوق العمل في جميع المجالات
وكانت ولا زالت المرأة هي نصف المجتمع .. لا بل هى المجتمع كله، فهي تحمل على أكتافها نهضة هذا المجتمع، وتربية الأجيال التي تقود التطوّر والازدهار في السنوات السابقة..
والحياة العملية ليست مقتصرة فقط على الرجال.. لكن المرأة تشكّل جزءاً لا يتجزأ من سوق العمل ومن الحياة العملية التي تساعد على تنمية الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل عام، هذا إلى جانب مسؤولياتها وواجباتها العديدة تجاه الأسرة والأبناء ..
وقديماً قالوا في الريف ( المراة عمود بيتها )
ونحن نقول الآن بل إنها عمود مجتمعها .. وأساس قوته وحيويته.. لكن هذه الجملة ليست آتية من فراغ، بل لها تاريخ طويل من دور المرأة في المجتمعات الإنسانية..
تعالوا بنا نرجع للوراء قليلاً.. عندما برز دور الرجال في منتصف القرن 19 بالرغم من مشاركة النساء في المصانع والعمل فيها، ولكن تحت ضغوط وانتهاكات عديدة تراجع دور المرأة كثيراً..
ولكن كان القدر يحمل مفاجأة للمرأة، فبعد قرون من التهميش المتعمد في بعض بلدان العالم، كان للنساء الدور الأكبر في الحربين العالميتين، فقد كان الرجال يحملون السلاح في ميادين القتال.. بينما النساء كانت تحمل عبء تشغيل المصانع والمكاتب والمستشفيات بل وفي مصانع السلاح في بعض الدول التي طالتها الحرب ..
وربما قدرة النساء الغير عادية وقدرتها على تحدي نفسها كان الدافع وراء عملها ومزاحمة الرجال في ميدان العمل .. لكن ما زالت النظرة السلبية لبعض الأعمال والمهن وعمل المرأة في العموم غازية في عقول البعض.