الدكتور أحمد مُصطفي يكتُب : قالها الرئيس السيسى من باريس: يا أحفاد عمر المختار حان الوقت لتستلهموا عزيمة أجدادكم لتستعيدوا وطنُكم
كُلُنا نعلم أن ليبيا لن تعود كدولة ذات سيادة ولن تنعم بالأمن والأمان والاستقرار إلا بالقضاء علي وجود الميليشيات والجماعات الإرهابية المُتطرفة وخروج جميع القوات الاجنبية الطامعة والمتآمرة والتي تُريد النيل من مُقدرات الشعب الليبي ومواردُه ، و هذا هو الموقف المصرى الثابت علي طول الطريق مُتمثلاً في قيادتها السياسية نحو إنهاء الأزمة الليبية بأنهُ لا سلام ولا إستقرار إلا بخروج الميلشيات والقوات الطامعة من ليبيا، والذي يستند بشكل أساسى إلى مصلحة وطنية وقومية أساسها حماية الأمن القومى المصرى والعربى ، و محورها استعادة الدولة الليبية لمقدراتها وثرواتها الضائعة بيد الميليشيات المسلحة والعصابات المأجورة .
الموقف المصرى نابع من الاخوة التاريخية بين الشعبين المصرى والليبى المدعومة بالجيرة والحدود المشتركة الممتدة لمئات الكيلو مترات ، وليس هذا فحسب وإنما تتوثق بالمصاهرة والروابط الاسرية بين الشعبين الشقيقين ، ومن هذا المنطلق يأتي الموقف المصرى الثابت والقوى والصامد والذى لايتزعزع دعما وتأييدا لسيادة الدولة الليبية ولأمنها واستقرارها ، وارتباطا بهذه المبادئ التى تحكم العلاقات المصرية الليبية التاريخية .
فكان الرفض والاستعداد العسكرى للتدخُل لوقف أي مُحاولات لإحتلال الأراضي الليبية ، وكان ما أعلنته القيادة السياسية المصرية فى هذا الشأن هو السبب وراء توقف وتجميد مخططات القوى الأجنبية لغزو ليبيا وإحتلالها ، وكان في اطار التأييد الفاعل لاستعادة ليبيا لكيانها ومقدراتها كدولة مستقلة ذات سيادة .
لذا يأتى الاصرار المصرى الدائم على حتمية مواصلة مسيرة بناء الدولة الليبية من خلال الانتخابات التشريعية ارتباطا بالمواعيد التى تم التوافق بشأنها بين القوى الوطنية وبدعم ومساندة المجتمع الدولى .
وتواصلا مع هذا المخطط وهذا التوجه المصرى كانت مشاركة الرئيس السيسى فى المؤتمر الدولى المعقود حاليا فى باريس بدعوة من الرئيس الفرنسى ماكرون للتأكيد علي الالتزام بمتطلبات إنهاء بناء الدولة الليبية على أساس إجلاء كل القوات الاجنبية عن اراضيها .
التوافق المصرى مع المجتمع الدولى لتفعيل وتنفيذ هذا الهدف أكده الرئيس السيسى وهو فى طريقه للمشاركة فى هذا المؤتمر وأكده سيادتُه أثناء كلمتهُ خلال المؤتمر حينما خاطب الشعب الليبي في نهاية كلمتهُ قائلاً “يا أحفاد عمر المختار، لقد حان الوقت لكي تستلهموا عزيمة أجدادكم الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل الحرية واستقلال القرار الوطني، وأن تلفظوا من بلادكم كل أجنبي ودخيل مهما تغني بأن في وجوده خيراً لكم، فالخير في أياديكم أنتم إن تجاوزتم خلافاتكم وعقدتم العزم على بناء بلادكم بإرادة ليبية حرة. وفي هذا، ستجدون في مصر سنداً لكم وقوة متى احتجتموها، دعماً لأمنكم ولخياراتكم وطموحاتكم المشروعة في غد أفضل، وإعلاءً لمصالح بلادكم العليا، ويداً تمد العون لنقل الخبرات من أجل تعظيم مصالحنا المشتركة، إيماناً من مصر بوحدة الهدف على طريق البناء والتطوير والتنمية، بما يحقق آمال شعبينا الشقيقين في ظل ما يربطهما من أواصر الأخوة والجوار والانتماء العربي والأفريقي والمصير المشترك”.