عاطف طلب يكتب : د. شريف فتحي.. التأمين الطبي في أيد أمينة

السوق في مصر هو الصانع الأكبر للخبرات، فكل قطاع يتدرج العاملون فيه إلي مناصبهم تباعًا، لكن هناك قطاعات لا تكتفي المناصب القيادية فيها بمجرد التدرج الوظيفي، بل يحتاجون معه أن يكون لديهم مَلكة الإبداع في العمل.

من هذه القطاعات، قطاع التأمين الزاخر بالقيادات، لكن هذا القطاع يتميز عن غيره من القيادات أن الإبداع شرط أساسي فيه، فالشركات كثيرة لكن البقاء للأكثر قدرة علي الإبداع والتألق، وهذا ما وجدته في القطاع ككل، لكن أكثر ما لفت انتباهي هو ما وجدته في مسيرة وتاريخ الدكتور شريف فتحي، رئيس مجلس إدارة شركة عناية مصر.

برزت خبرة الدكتور شريف فتحي في القطاع الطبي ككل، لكن كان التجلي الأكبر لها في أزمة كورونا، فما قدمته شركة عناية مصر يؤكد أننا أمام شركة صعدت سُلم المجد تباعًا، فاستوت خبراتها ونضجت في الأداء لتقدم لمصر حلولًا إبداعية، لتكون عمودًا ووتدًا من أوتاد الخيمة الاقتصادية.

المؤسسات الكبري يظهر دورها في الأزمات، وكلما كانت الشركات قادرة علي التعامل مع الأزمات بنجاح كلما كان ذلك شهادة بقوة مركزها المالي وتأثيرها في السوق، ويظهر مستوي وأداء شركة عناية مصر تحت قيادة شريف فتحي حينما قررت الشركة في عام 2020، وفي خضم أزمة كورونا أن ترفع رأسمالها المصرح به والمدفوع، إذ وافقت
الجمعية العمومية للشركة علي رفع رأسمالها المصرح به من 20 إلي 50 مليون جنيه، والمدفوع من 10 ملايين جنيه إلي 20 مليون جنيه.

تتميز إدارة الدكتور شريف فتحي لشركة عناية مصر بالحكمة والرشاد، فدائمًا في عقله وضع الشركة يعرف أين كانت وما المخطط أو المستهدف وما المؤكد نجاحه ففي مطلع عام 2021، أعلنت شركة عناية مصر أنها تستهدف في إدارة برامج العلاج الطبي الوصول بعدد المستفيدين من التعاقدات التي تديرها الشركة حاليًا إلي 300 جهة بنهاية العام الحالي.
نحن هنا أمام شركة تعرف ماذا تريد من السوق وتُدرك –يقينًا- أن البيزنس ليس مكاسب فقط، ومن يحسب البيزنس علي أنه مكاسب فقط فلن يستمر في أي سوق في العالم.

من حجم التعاملات لشركة عناية مصر في سوق التأمين، أدركت كل ما في السوق من إيجابيات وسلبيات، ولذلك يمكن اعتبار أداءها أحد أهم مؤشرات السوق، إذ كشف الدكتور شريف فتحي، عن إحدي أزمات السوق وهي مشكلة صرف الأدوية التي قال عنها إنها تمثل 50% من استهلاك الوثائق، مطالبا بحلول لتطبيق نظام الأون لاين؛ نظرا لأهميته الكبيرة في مواجهة التزوير والغش في استخدام الوثائق والحصول علي الخدمات.

لم تتوقف عبقرية الدكتور شريف فتحي، عند الاقتصاد المحلي، بل امتدت أحلامه للشركة للخارج، إذ أعلن أن الشركة تدرس التوسع بفرعين في ليبيا والسودان، وهو ما يدعم التوجه العام للدولة نحو السوق الإفريقية.
مع هذا الأداء لم أكن متفاجئًا حينما تابعت في عام 2020، مسابقة الكونجرس الأفروآسيوي للتأمين الطبي والرعاية الصحية عن “إدارة برامج الرعاية الصحية الأفضل”.

الفوز بهذه الجائزة لم يأت من فراغ، بل هو نتاج معزوفة عمل موسيقية يقودها المايسترو شريف فتحي، وهو واحد من القيادات التي يُحسد عليها قطاع التأمين ككل، فهنيئًا لقطاع التأمين قيادة بحجم وعلم وعبقرية وأداء الدكتور شريف فتحي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى