مصطفى بدوي يكتب : تربية الطفل في الإسلام

إن تربية الأولاد من الواجبات المطلوبة من الأبوين، أمر الله تعالى بها في القرآن وأمر بها الرسول صلى الله عليه و سلم، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (التحريم:6.(

ولقد اهتم الإسلام بالطفل واعتنى به عنايةً فائقة، وباعتبار مرحلة الطفولة هي المرحلة الأساسية في بناء شخصية الطفل، فقد أوجب الإسلام على الآباء توجيه أبنائهم توجيهًا سليمًا صحيحًا، وجعل ذلك فرضًا عليهم، بل وقد كفَل الإسلام للطفل حقوقا كثيرةً؛ تبدأ العناية بالطفل قبل أن يدخل إلى رحم أمه، وحق الطفل في الإسلام لا يقتصر على الآباء لأبنائهم، فقد أولت الشريعة الإسلامية حقوقا للأيتام، وحث المسلمون على رعايته وكفالته فقد قال  النبي صلى الله عليه وسلم أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئا، وقد قال تعالى في سورة الإنسان:   “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا  ”

فالطفل ينشأ في كنف الأسرة ويكتسب منها حركاته وطباعه وعاداته، فكل مرحلة من مراحل النمو عند الطفل تتطلب احتياجات وأهداف معينة.
ولكي تتم تنشئة الطفل بطريقة سليمة بعيدا عن مناخ التوتر، حيث تبدأ من إقامة نظام دعم قوي داخل الأسرة لتعزيز قدرات الطفل على التعلم واكتساب العادات والتصرفات التي تناسبه لبناء شخصيته.

وقد بين نبينا الكريم أهمية التربية فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته قال وحسبت أن قد قال والرجل راع في مال أبيه ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته ) . رواه البخاري (853) ومسلم ( 1829.(
وعند عبد الرزاق وسعيد بن منصور : ( علموا أولادكم وأهليكم الخير وأدبوهم).

وحرص السلف على تربية أبنائهم، وكانوا يتخذون لهم المربين المتخصصين في ذلك، وأخبارهم في ذلك كثيرة .
ولاشك أن للتربية أثر كبير في صلاحِ الأولاد؛ فالأولاد يولدون على الفطرة، ثم يأتي دور التربية في المحافظة على هذه الفطرة أو حرفها ( كل مولودٍ يُولدُ على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى