أحمد النحاس يكتب : صاح الديك.. وزأر الأسد.. فكانت خماسية الأبعاد
انتهى أكبر ديربي في القارة السمراء بين الزمالك والأهلي بخماسية رائعة للمارد الأحمر مع الرأفة.. مباراة ممتعة تسببت أخطاء المدربين في نتيجتها التي لم يفلح احد في توقعها.. فكارتيرون بدأ المباراة بتشكيل غريب فلعب بأبو الفتوح المتذبذب المستوى على حساب عبد الشافي المتألق دائما.. وصمم على ثنائية وسط الملعب ( حامد وعاشور) رغم فشلها المتكرر.. واعتمد على أوباما كصانع ألعاب رغم تدني مستواه البدني والذهني.. ووضع الجزيري المشاكس على الدكة ولعب بعمر السعيد المتواضع بدنيا ومهاريا.. وفضل الاحتفاظ لمصطفى فتحي كورقة رابحة عند اللزوم.
في المقابل بدأ موسيماني المباراة بتشكيل شبه مثالي ومتوازن دافعيا وهجوميا.. واستطاع خطف الزمالك بثلاثية في أول نصف ساعة وتلاعب لاعبوه بمدافعي الزمالك كيفما شاءوا.. وكان بإمكانهم زيادة النتيجة لخماسية نظيفة في الشوط الأول لولا التراخي المعتاد في مثل هذه الأوقات.
انتهى الشوط الأول وتوقعت الغالبية فوزا تاريخيا للأحمر وكارثيا للأبيض.. وحاول كارتيرون تصحيح أوضاع فريقه وتقليص الفارق فأشرك مصطفى فتحي والجزيري ولكن استمر تقدم الأهلي حتى اقترب من السداسية التاريخية.. والزمالك لاحول له ولا قوة..
وفجأة يتدخل موسيماني ويجري عدة تغييرات غير مفهومة – ربما على سبيل التجربة – فيخرج مثلث الهجوم الرعب (قفشة وشريف وتاو) وينزل الشحات – غير الموفق – وميكي – الذي عاني التوهان في هذه المباراة – وأخيرا طاهر – الذي لامحل له من الإعراب – فأصبح الفريق بلا صانع ألعاب وبلا رأس حربة رغم وجود المبدع عبد القادر والمزعج حسام حسن والولد الشقى عمار حمدي علي دكة البدلاء!!، بخلاف تغيير قلبي الدفاع للإصابة.. فانقلبت المبارة وضارق الفارق لهدفين وضاعت أحلام الأهلاوية في تحقيق نصر تاريخي كارثي على الجمهور الأبيض بمعنى الكلمة لتنتهي المباراة بنتيجة 3/5 التي لم ترض كلا الجمهورين.
أخطاء كلا المدربين ساعدت في انتهاء المباراة بهذه النتيجة وإن كان يحسب لموسيماني استمرار تفوقه على كارتيرون وتحقيق نتائج إيجابية في مواجهاته مع الزمالك حتى أصبح كابوسا مؤلما لجماهير القلعة البيضاء.
مباريات القمة دائما عنوانها الإثارة والمتعة ولابد لها من بطل وقد كان بإمكان حكم المبارة المجتهد محمد عادل أن يكون رجل المباراة الأول لولا تغاضيه عن طرد زيزو في اعتدائه العنيف وغير المبرر على قفشة.. والمثلوثي في تدخله المتهور مع السولية..
وتهاونه مع طارق حامد في اعتراضاته المتكررة وغير اللائقة على معظم قراراته..
اعتقد انه لولا نتيجة المباراة.. وتالق ديانج والسولية اللافت لحصد الموهوب مصطفى فتحي لقب رجل المباراة..
لذلك أرى أن أقتسام اللقب بين المبدع المتألق عمرو السولية – صاحب أجمل كعب غزال في الدوري المصرى- والدبابة المالية إليو ديانج.
يتبقى امران مهمان أولهما : دفاع الزمالك بحاجة لإعادة النظر فالمثلوثي اثبت استمرار مسلسل الفشل التونسي في الجبهة اليمني لدفاع القلعة البيضاء.. ومحمود علاء أخطائه كارثية خاصة في المباريات الحساسة..
أما الأمر الثاني : فلا تحملوا ابو جبل فوق مايستطيع فالرجل إجتهد وحاول ولكن ماذا يفعل أما هجوم متألق ومتنوع يقابله دفاع عاجز ومتراخي ومحدود القدرات؟!
وأخيرا.. هذه هي الرياضة فوز وهزيمة.. ولكن لابد من العبرة والاتعاظ فلا تتحدث كثيرا عن الخصم وتنشغل بمحاولة تقزيمه وتنسى تصويب اخطائك الكارثية.. ومواجهة عيوبك الفادحة.. ولا تلقى بفشلك على شماعة الآخرين..
صاح الديك الفرنسي.. وزأر الأسد الإفريقي.. والفرق شاسع وخماسي الأبعاد بين الصياح والزئير.