مصطفى بدوي يكتب : معلم ذوو صعوبات التعلم
إن أهمية المعلم في اكتشاف صعوبات التعلم بين التلاميذ وتقديم الخدمات لهم، تجعل وعيه ومعرفته بطبيعة وخصائص صعوبات التعلم ، وتأثيرها على التعلم، والحالة النفسية والاجتماعية على التلاميذ في غاية الأهمية، كما أن معرفته بدوره الكبير في إنجاح العملية التعليمية والتدخل المبكر، وفتح أبواب الأمل أمام هؤلاء التلاميذ في حياة أكاديمية واجتماعية ومهنية ذات جودة عالية، قد يدفعه إلى المشاركة البناءة في تطوير مهاراتهم ومعلوماتهم والاستراتيجيات التي يوظفونها في اكتساب تلك المهارات والمعلومات .
ولتحقيق هذه الأهداف النبيلة التي لا ينحصر تحقيقها في كون التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم يجتازون المواد الدراسية أو ينهون مراحل التعليم بنجاح، بل يتعدى إلى تمكينهم من أن يصبحوا مواطنين فاعلين ومشاركين في بناء مجتمعاتهم، فضلا عن الرضا الذاتي الذي يعود عليهم جراء الإنجازات التي يحققونها، لتحقيق هذه الأهداف.
وقد أصبح من الضروري تعريف المعلم بصعوبات التعلم، وبالدور الكبير الفاعل الذي يسهم به في خدمة التلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلم بناء على ما يتضح له من أدوار. فبعد هذا الوعي وهذه المعرفة تأتي الأمانة والمسؤولية، فإن خير من يستأجر القوي الأمين، فالقوه في هذا المجال تأتي بالعلم، والأمانة تأتي بالإيمان بثقل المسؤولية، فهي خاصية شخصية تنبع من الذات، وتنمو مع ممارستها وتهذيبها في النفس المؤمنة بعظمها وقيمتها.
فما أجمل أن يرى المعلم أثره الإيجابي على حياة الآخرين، وخاصة من أوشكوا على الغرق في لجة ظلماء أضاء لهم المعلم النور فيها بإذن الله، فمشوا في هدي ذلك النور إلى النجاة من الغرق، فما أعظم حظ المعلم الذي يجعل الله له نورا يضئ به حياة الآخرين إذا أخلص النية واحتسب الأجر.