مني النمر تكتب:بين الأبيض و الأسود …
برغم التناقض الكبير بين اللونين ، إلا أنه فى كثير من الأحيان قد لا يستغنى أحدهما عن الآخر ، و أحيانا أخرى قد يمتزجا معا بصورة لا تستطيع بها التفرقة أيهما هو الأغلب فى التكوين و الصورة …
فليست كل الأشياء أو الأشخاص أبيض فقط ، أو أسود فقط .
فقد يمتزج اللونان و يكونا لونا مختلفا ، قد يكون هذا مقبولا عند البعض ، لكن من الصعب أن تجد بعض الأشخاص عبارة عن شخابيط و خطوط متداخلة و متقاطعة من الأبيض و الأسود ، منطقة رمادية لا تستطيع تصنيفه فى أى الجانبين يكون …!
و قد يحيا البعض عمرا بأكمله وهو لا يعلم أى الألوان يكون … !
جميعنا نحب اللون الأبيض فهو رمز النقاء و الصفاء ، فالابيض أصل جميع الألوان ، هو من يستطيع أن يمتزج مع جميع الألوان و يخرج منها أكثر الألوان بهجة …!
بينما الأسود لون أناني لا يري غير نفسه لا يستطيع العيش فى النور فهو ظلام مخيف .
و قد يتساءل البعض كيف يكون بداخلنا الاثنان معاً .. !
و هل نحن أخيار أم أشرار؟
للإجابة على هذا السؤال :
يجب أن نعلم أن هناك فرق كبير بين ما نتمنى أن نكون و بين واقع موجود .
و بما أن الشر و الخير أمر نسبي ؛ فالأمر الذي قد يراه البعض شراً قد يراه آخرون خيراً ..!
فنجد أن الخير والشر متلازمان ، كالليل والنهار ، كالنور والظلمة ، لا تكتمل الحياة إلا بتعاقبهما لتكون الحياة أكثر أكتمالا و أكثر وضوحاً .
و تحقيقا لثنائية الكون .. فقد خلق الله الخير و الشر لتحقيق العدالة عند الإختيار ، فقد بين الله تعالى : للإنسان طريق الخير و طريق الشر ، وأعطاه الحرية في الاختيار بينهما …
” لنبلوكم أيكم أحسن عملا “
و بالرغم من ذلك فدائما هناك بقعة ضوء داخل كل ظلام فليس هناك إنسان مظلم دائما أو مضيئ دائما ، و بمعنى أدق ليس هناك شر مطلق أو خير مطلق .
ولكن لأن تميز الأشياء بتضادها ..!
فقد أعطى الله النفس البشرية الحق في أن تزكي خيرها أو شرها ..
وفي ذلك يقول الله عز وجل في سورة الشمس: “ونفس وما سواها* فألهمها فجورها وتقواها* قد أفلح من زكاها* وقد خاب من دساها” .
إذا …..
فالخير هو أصل الإنسان ، وفطرته التي فطر عليها ، إلا أنه قد يكون ضعيف حينا ، و متردد أحياناً..
و قد نجد فى مشوار الحياة غدر ، خيانة ، نكران جميل و عشرة ..!
جميع هذه الأشياء قادرة على تغيير الإنسان 360 درجة وجعله شخص آخر ، أو قد تكون سبباً لخروج المارد الكامن بداخله ..!
و لأجل هذا ولكى تحيا بسلام ، فتش عن الخير بداخلك ، لا تستسلم للظلام المحيط بك ، كن أنت ميزان نفسك ..
أخرج إلى النور و تحدث مع نفسك حدد فى أى جانب تريد أن تكون فالحوار مع النفس أشد و أعمق صدقا من أى حديث آخر …
فإحرص على نقاء قلبك ، و سد جميع الثقوب التي تطرق على جدرانه …
و إذا ما وجدت نفسك يوماً تائها بين الأبيض و الأسود أستفتي قلبك ..
فما لا يرتاح له قلبك لا تثق فيه أبداً فالقلب أبصر من العين .