مني النمر تكتب: و ما زال أكتوبر مستمر ….
ظلت حرب أكتوبر وتفاصيلها رمزا للفخر والعزة للمصريين بشكل خاص ، والعرب بشكل عام ، و دروساً تعلم و تدرس في جميع أنحاء العالم حتى الآن .
و عليه فقد أقر العالم أجمع أن الانتصار المصري في حرب أكتوبر 1973 قد غير العديد من المفاهيم في مجال الفكر العسكري العالمي .
وهذا يدعونا كمصريين أن نفخر بأبنائنا ورجالنا العظماء الذين خططوا ونفذوا لهذه الحرب .
و لكى نقترب من الصورة أكثر علينا استرجاع بعض ما قيل فى معجزة أكتوبر 73
و يكفي فخراً حين قال الرئيس الشهيد البطل محمد أنور السادات بطل الحرب و السلام :
“لست أتجاوز إذا قُلت أن التاريخ العسكري سوف يتوقّف طويلًا ؛ بالفحص ، والدرس ، أمام عملية يوم السادس من أكتوبر سنة 73، حين تمكّنت القوّات المُسلّحة المصريّة من اقتحام مانع قناة السويس الصعب ، واجتياح خط بارليف المنيع ، وإقامة رءوس جسور لها على الضفة الشرقيّة من القناة ، بعد أن أفقدت العدو توازنه ، في ست ساعات” .
أو حين قال موشي ديان : “وزير الدفاع الإسرائيلي”
جملته الشهيرة التي لا يستطيع التاريخ إنكارها وهي “إن حرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل وأن ما حدث في هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون وأظهر لنا ما لم نكن نراه من قبل ، مما أدى إلى تغيير عقلية قادة إسرائيل المغرورين” .
و حين قال باراك :”لقد كانت الوجوه شاحبة كأنما يعلوها الغبار فقد كانت هذه اللحظة هي الأشد قسوة خلال الحرب ، في ذلك اليوم ضاع أثر نصر 67 النفسي وضاع شعور أن الجيش الإسرائيلي لا يُهزم” .
وليس هناك من دليل أكبر على مدى عظمة و تقدير و الجندى المصري من قادة العالم أكثر من مقولة «فارار هوكلي» مدير تطوير القتال في الجيش البريطاني حين قال : « إن الدروس المستفادة من حرب أكتوبر تتعلق بالأشخاص وقدراتهم أكثر من الآلات التي يستخدمونها ، إن الإنجاز المثير للإعجاب الذي قام به المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا وشنوا هجومًا من هذا القبيل الذي جاء بمثابة مفاجأة كاملة للطرف الآخر» .
و لن و لم تكتفي مصر بمعجزة أكتوبر 73 و لم تتوقف عند هذا التاريخ ، بل إنها تسطر في كل عام و فى كل مجال العديد من الانتصارات الأكتوبرية الجديدة .
و عليه فقد نفضت مصر عن نفسها الصورة التي أرادوها لها من عدم استقرار وانتشار للفوضى والإرهاب للوصول إلى مصير الدولة الفاشلة و المقبلة على الإفلاس .
إلى ما نراه الآن من أمن واستقرار وتنمية وسط محيط مشتعل ومضطرب .
ففى كل يوم جديد تثبت فيه مصر للعالم أن لديها الكثير و الكثير من أكتوبر و أن لديها من الإرادة و القوة ما يجبر العالم على الانبهار مجدداً بما تحققه من إنجازات أقل ما توصف بها أنها معجزات وقف العالم أمامها بإجلال و احترام ؛
فكما استطاعت مصر تحويل الهزيمة الى نصر فى 6 سنوات و العبور فى 6 ساعات بتحطيم أكبر مانع و ساتر ترابي فى العالم .
استطاعت أيضاً تحويل الإنهيار و الدمار الذي فرض عليها إلى نجاحات استحقت بها انتزاع إحترام العالم والإشادة بمدى قوة المصريين و أنهم شعب لا يلين و لا يقهر و لايستكين ، ولا يعرف غير الإنتصار بديل …
حيث حرصت القيادة السياسية على ترسيخ مؤسسات الدولة المصرية وحمايتها من الانهيار والفشل
مع أتباع برنامج إصلاح اقتصادى انتشل اقتصاد البلاد من مسارات مدمرة ومؤشرات متدنية و الذي أدى بدوره إلى تحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه .
فتم استعادة الدور المصرى إقليميا والتعامل بندية فى العلاقات الدولية والإقليمية،
وإقامة علاقات جيدة مع الجميع ، مع الحرص على تنويع مصادر السلاح .
نعم نحن كما قال السادات:
“إننا شعب بسيط ومتواضع ، ولكننا تتفجر فينا كل الشراسة والعناد إذا ما حاولت دولة أن تمارس الضغط علينا ” .
و ختاماً لا يسعنا إلا تقديم وافر التحية و الإجلال و التقدير لأرواح ضحت لرفعة هذا الوطن برفع رايته عالياً.
تحية إجلال لأبطال لا نراهم الآن و لكننا لن ننساهم أبدا و سيظلون نبراسا تهتدي به أجيال وأجيال .
أبطال سطروا أسماءهم بحروف من نور في ذاكرة التاريخ و ما زالوا يسطرون .