حلمى سيد حسن يكتب: أكتوبر والجندي الاسطوره

لم يكن يوم السادس من اكتوبر هو يوم تخليد النصر العظيم الذى حققته سواعد ابناء القوات المسلحه المصريه ولم يكن ايضا نصراً لاسترداد الارض التى استحوذ عليها الكيان الصهيونى باحتلاله تلك البقعة
الروحانيه من ارض سيناء الحبيبه .

ولكنها كانت ملحمة اسطوريه اذهلت العالم اجمع لكى نؤكد اننا نحن المصريون قادرون على صنع المعجزات.
تلك المعجزات التى وهبها الله تعالى الينا ونحن حقا لا ندعيها بل نؤكدها فى افعالنا و فى صمودنا وفى اتخاذ قراراتنا وحريتنا . لاننا نصنع ما تعجز عنه الشعوب الاخرى التى ارتضت لنفسها الهوان واصبحت تسير كالقطيع لا تحكمهم ارادتهم بل يحكمهم الخوف والبطش والذله ، هم ارادوا لانفسهم ولشعوبهم ان يظلوا هكذا .

ولكن الشعب المصرى لا يأبه ان يسُتذل او يغرر به وظل صابراً صامداً الى ان واتته الفرصه بعد ان صدقوا ما عاهدوا الله عليه واقاموا صرح الانشودة الاسطوريه التى اذهلت الدنيا وفاقت حدود النصر لما فيها من جرأة ودراوة وشجاعه الجندى المصرى بل واصراره وتصميمه وعزمه على محو ما لحق بنا من العار الذى احدثته نكسة 1967 .

فكان عزمهم الشهادة وشعارهم النصر ، النصر الذى يعنى مصر ، ووحدة مصر ، وكيان مصر ، وعزة مصر ، وشرف مصر ، وسيادة مصر وريادتها وحقوقها المشروعه ، ونحن اذ نخلد الذكرى الثامنه والاربعون على هذا النصر العظيم لما فيها من ملاحم وبطولات وما اكده لنا جيشنا العظيم ان جينات البطوله والشجاعه والايمان المطلق بالله وبالارض والعرض هو الدافع الاسمى والاشرف الذى ادى بنا الى هذا النصر العظيم وعزف الانشودة المصرية الاسطوريه التى ادركها العالم واصبحت تدرس فى كافه المحافل والاكادميات العسكرية العالميه لعلمهم ويقينهم بقناعة جنود مصر الذى قال فيهم سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انهم خير اجناد الارض ) لانهم زلزلوا الارض تحت اقدامهم وزينت السماء اقدارهم .

ولم يكن ذاك النصر ابدا نصراً مصرياً بل انه كان نصراً اعاد للامه العربيه شرفها واستردت فيه مصر اوطانها واعادت للشعب المصرى فرحته وعزته .
وفى تلك الذكره العطرة واحتفالنا بالنصر العظيم وبرجال مصر ابطال القوات المسلحة المصرية الذين صنعوا المجد والتاريخ وسطروا بارواحهم ودمائهم العطره ملحمة النصر الذى فاق كافة العقول العسكرية وغير مفاهيم الكون لاستراتجيات الدول الكبرى .

و فى هذا الاطار او هذه الذكرى العطره لن نتحدث عن قادة جلبوا لنا النصر امثال الشهيد احمد حمدى صاحب فكرة الكبارى المتحركة ولن نتحدث عن المقدم انذاك باقى زكى يوسف صاحب فكرة خراطيم المياه التى حطمت خط برليف المنيع ولا الخداع العسكرى الذى وضعه الرئيس السادات بقيام مجموعه من الجنرالات لاداء مناسك العمرة ولا اللواء المنصورى الذى كان يقود طائرته على ارتفاع منخفض كاد ان يلامس الارض فاطلقوا عليه اسم المجنون لما اظهره من جرأه وجساره جعلتهم فى حاله من الذهول وافقدتهم عقولهم ولا النقيب الجريح يسرى عمارة الذى كان يتبع الفرقه الثالثه مشاه والذى قام بأسر اللواء الاسرائيلى المدرع 190 وقائدهم عساف ياجورى والذى كان يتكون من 75 الى 100 دبابة ويعد ذلك انتصار لا حصرة ولا نظير له لان عساف ياجورى كان يمثل الجيش الاسرائيلى كيان ذو ثقل كبير جدا وبأسره انهار هذا الكيان واصبح اطلالاً ولا العريف محمد عبدالعاطى الذى لقب بصائد الدبابات والذى كان ينتمى لكتيبة اطلقت على نفسها العفاريت كونها دمرت ما يقرب من 140 دبابة واستطاع عبدالعاطى وحده تدمير 23 دبابه بصواريخ ساجر واصبح حديث كافة الاوساط العسكرية لانه زرع فى قلوب الاعداء الرعب ونزع منهم الطمأنينه .

ولن اتحدث عن المقاتل الشجاع الذى اظهرت صورته كافة الوسائل الاعلاميه و الاوساط العسكرية وهو يحمل على كتفه مدفه يزن اكثر من 100 كيلو جرام ويصعد به خط برليف هو ابن السويس البار بلد البطوله والابطال والشهداء العظام هو نيبل عبدالمطلب .
ولكنى اتحدث فى هذه الذكرى العطره عن معجزة عسكريه اذهلت كافة الارجاء وانحنت لها كافة الروؤس العسكرية وهو البطل المحارب عبدالجواد محمد مسعد سويلم والذى حاز شرف ولقب البطل الاسطورة او الشهيد الحى .

ويعد سويلم الجندى الوحيد فى العالم الذى كان يحارب ولديه عجز كلى 100%
فقد شهد سويلم معركة الاستنزاف التى استمرت ثلاث سنوات بعد نكسه 1967 واشترك فى عمليات عدة خلف خطوط العدو مضحياً بنفسه وحياته من اجل تحرير ارضه ورفعة وشأن وطنه وشارك فى تدمير 6 طائرات اسرائيليه خلال هجومهم على مطار المليز بالسويس واصيب اصابات بالغه بطلق صاروخى ادى الى عجزه كليا بأن فقد ساقيه وزراعه الايمن وعينه اليمنى اضافه الى جرح كبير فى ظهره ، وبعد معالجته وتركيب اطراف صناعيه له رفض رفضاً باتاً خروجه من الجنديه التى هى شرف كل ابناء مصر العظماء الين يدركون قيمة الاوطان ونال شرف اشتراكه فى نصر اكتوبر رغم ما به من اصابات وكان هدفه تحرير الارض او الشهادة واطلق عليه البطل الاسطورة مثلما لقب من قبل بانه بطل حرب الاستنزاف .

فتحيه لكل ابناء هذا الجيل العظيم الذين رسخوا لنا طريق النصر حققوه باعجاز الهى … تحية لجيش مصر العظيم صانع النصر ومغير الخريطة العسكرية التى كان يعلمها العالم تححية لكل قائد وشهيد , تحية لكل اب وام قدموا ابنائهم فداء لهذا الوطن ، تحية لكل زوجه صمدت على فراق زوجها من اجل الوطن وحملت لقب زوجة شهيد ، وتحية لهذا الشعب العظيم الجبار الذى ساند جيشه وايد قادته من اجل الحرية والبقاء وتحرير الارض .

تحية لهذا الشعب العظيم الذى ادرك ما تعيه الدولة ولم يسجل محضر شرطه واحد ععلى مستوى القطر المصرى .
تحية لكى … يا مصر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى