عاطف طلب يكتب : التأمين وكورونا.. يا جبل ما يهزك ريح

"علاء الزهيري.. عازف سيمفونية نجاح.. وقائد سفينة القطاع وسط أمواج ورياح كورونا"

رأس المال جبان.. تلك المقولة التي تعرفها كل المؤسسات الاقتصادية، ونتوارثها جيلًا بعد جيل، لكن الحقيقة هذه الجملة أصبحت عندي محل شك، لا لشيء سوي أنني أتعامل مع هيئات اقتصادية عديدة.

ظل هذا الشك يراودني مرات عديدة، وحينما التقي قيادات اقتصادية اسألهم في هذا الأمر وأحصل علي إجابات مختلفة، وكلها إجابات نابعة من المدرسة الاقتصادية التي ينتمي لها من أحاوره، لكن في النهاية وتحديدًا بعد حضوري مؤتمر شرم الشيخ 3 للتأمين وإعادة التأمين، تكونت لدي حقيقة جديدة وهي أن رأس المال جبان بالفعل، لكنه أشجع الشجعان إذا كان قطاع التأمين قويًا.

هذه الحقيقة أصبحت راسخة لدي، وبها أيضًا أدركت قوة رجال وقيادات قطاع التأمين في مصر، وهذا ليس مديحًا لمجرد المديح أو الإطراء، بل هي حقيقة شهد بها القاصي والداني، فمثلًا حينما تنظر للتصنيف الائتماني لمصر واستقراره وتحسنه تعرف أن هناك مجهودات عظيمة تُبذل في هذا الإطار.

هذا أيضًا ما وجدته في أمرين الأول كيف تعامل قطاع التأمين مع الاضطرابات السياسية خاصة مع أحداث الربيع العربي في عام 2011، إذ كان القطاع حاضرًا وبقوة فأنشأ منتجات للاضطرابات السياسية جعلت القطاع الاقتصادي يعمل بأمان في ظل استمرار الأحداث السياسية.

اختبار آخر تعرض له قطاع التأمين واجتازه بنجاح وهو اختبار كورونا، مع العلم أن الفيروس صنفته منظمة الصحة العالمية بأنه جائحة، لكن في وقت قياسي استطاع القطاع التعامل مع الجائحة بالفعل، وهو ما مكن القطاع الاقتصادي ككل من تجاوز التداعيات الاقتصادية للجائحة وذلك عبر تقديم منتجات للتعامل، ونشط في هذا الإطار قطاع التأمين الطبي، وقدم منتجات جعلت القطاع الاقتصادي قادرًا علي التجاوز بل ومكنته من الصمود أمام الجائحة بتداعياتها وتقليل الخسائر، والمساهمة في حماية الكيانات الاقتصادية من هذه المخاطر.

هناك نُدرك أن قطاع التأمين صنع منحًا من المحنة، بابتكاره لحلول رقمية للتعامل مع الجائحة بمنتجات جديدة، كما لم يغفل مؤتمر شرم الشيخ 3 للتأمين وإعادة التأمين التأكيد علي أهمية عنصر الابتكار لدي الشركات للتعامل، وكان من توصيات المؤتمر في ختامه أنه يمكن لصناعة التأمين الاندماج وتحقيق التواصل بعد أزمة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” من خلال تبني استراتيجيات التحول الرقمي وتطوير بيئة العمل.

العنصر الذي يجب أن نؤكد عليه أنه لولا وجود عنصر بشري مُبدع وخلاق لم يكن في مقدورنا أن نمتلك قطاع تأمين قوي قادر علي أن يكون الدرع والسيف للقطاع الاقتصادي ككل، وهنا ودون تحيز، أو بتحيز لمن أراد، أجد لزامًا علينا أن نشيد بمهندس ومايسترو قطاع التأمين الأستاذ علاء الزهيري، رئيس الاتحاد المصري للتأمين، الرجل الذي يعزف سيمفونية نجاح باقتدار وابتكار، وتجلي هذا بروعة مؤتمر التأمين وإعادة التأمين راندفو 3، وكانت كل الوفود الأجنبية تُدرك قيمة ومكانة وخبرة “الزهيري”، وهو بالفعل يستحق، فهنيئًا لقطاع التأمين رجل يدير باقتدار ويُبدع بتفوق، ويُعطي دروسًا كالمعلم، وإذا تحدث قدم خبرة للمتلقي، وإذا وقع بقلمه فثم وجه النجاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى