محمد الجداوي يكتب: «خلي بالك من السلمة المكسورة»
في عمارة «الإعلاميين الفوضويين»، حلّ عددًا من الشخصيات الفنية، الرياضية، والسوشيالجية، ضيوفًا على موائد بعض القنوات، خلال أيام مُتعاقبات في ظل بحث المواطن الشقيان عن تردد لقمة العيش.
الأدوات التي تدار بها الحوارات على الهواء أصبحت مليئة بالمفخخات التي تؤجج الرأي العام، دون مراعاة فروق التوقيت بين زمن التليفزيون الجميل، وزمن برامج الفضائيات المدفوعة مُقدمًا.
على غرار ما ذُكر، يُعاني المُتلقي منذ سنوات ليست بالقليلة من أزمة حقيقة في المحتوى، والفكرة، والتناول، بسبب تحكم «سيدنا الترند» في المشهد والمشاهدات، لتتحول قيمة الضيف، اللقاء، والقضية المطروحة إلى قصاقيص لمقاطع فيديو «يسترزق منها»، إخوانا -بتوع السوشيال ميديا- وصفحات آلاف الإعجابات والتعليقات المليئة بالإسفاف والتنمر وفواجع قلة الذوق، وأحيانًا نُدرة التربية.
بخلاف ما سبق، إلهاء المصريين بالريموت والتصريحات والقص واللصق، ارتفع معدله بصورة مُخيفة، ولا يُمكن تجاوزه أو تمريره على حساب الصحة العقلية للمتابعين، خاصة وأن من يتصدرون المشهد في هذه الآونة، من أصحاب صورة لفنانة خادشة للأحياء والفيزياء، أو في شكل بوست يصحبه انفلات أخلاقي بنكهة -عرض مُغري-، أو سيلفي بطريقة: «أنا بريء يا بيه والغلطة دي كانت إفيه»، أو استدعاء حكم الـVAR لإعادة حلقة نجم الأبيض، أو الأحمر، أو كليهما باستضافة صاحب التوكيل الفني لشركة -ستة بالإنجليزي- تي في.
وهنا ما يعنيني -إنك وأنت طالع عمارة الإعلاميين أبقى خلّي بالك من السلِّمة المكسورة، ده بعد إذنك يعني علشان متقرفناش-.