دانا كريم تكتب: المرأة..دانَا الحب وماسة الحيَاة
بسم الله الرحمن الرحيم (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
كيف لرحم حمل في احشائه جنيناً لمدة ٩ أشهر حيث اكبر قدر من الحنية والعطف ان يتحول لأمرأة منتقمة جبارة تصل لحد من الانتقام يصعب تصوره كهذا؟
إن تحول سيكولوجية المرأة في العصور الحديثة وتغير بعض طباعها للحد الذي قد يجعلها تنتقم من أقرب الناس لها لهو شئ يدعو للدراسة والبحث والتمحيص، إن قضايا القتل والعنف خصوصاً تلك التي تكون مبنية علي اختلافات في الحياة الزوجية وعدم قدرة الطرفين على حل مشاكلهم الأسرية بشكل ودي وبطريقة عقلانية حتماً ستؤدي إلى طريق مسدود.
إن اختلاف الباحثين في علم النفس بخصوص تطور الحالة النفسية عند طرف من الأطراف وبالأخص المرأة التي تصل لحالة من الأضطراب النفسي واللاوعي فتُدفع أو تُجبر علي إرتكاب جريمة بشعة كهذه وأن تُقدم على إرتكاب جريمة قتل تقضي بها علي روح إنسان كان في يوماً بجوارها وفي حُضنها لهو شئ مُستحدث على الأجيال الحالية فمهما تكون القسوة والضغوطات والظلم أظُن لا تصل لحد ذبح روحٌ الله خلقها وهو وحده عز وجل القادر على سلبها من خلقه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
)وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ، فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ) رواه مسلم
فقيل له صلى الله عليه وسلم كيف يكون ذلك ..؟ قال (الهرج ،القاتل ،المقتول في النار)
والسؤال هنا (وهل يكون هناك حُب يجمعهما ويُمكن لأحد الطرفين أن يقتُل الآخر،،،،؟)
(سؤال مُهم جداً لابد من فتح نقاش عميق فيه) مما يجعلنا نُراجع أمورنا جيداً خصوصاً في اختياراتنا على وجه التحديد.
1- الاختيار الخاطىء من البداية والتغاضي عن بعض الأخطاء لإستمرار العلاقة واستكمالها حتى وان كانت علاقة غير ناجحة بل وسامة في غالب الاوقات. فإن لم يكن الإختيار علي وعيّ ثقافي وديني ويكون المُحرك الأول فيها هو تقوى الله، مع وجود قناعة ورضا بالأمور التي شرعها الله وأن يراعي كل طرف الله في كل جوانب حياته.
2- التحكم في النفس وقت الغضب من أهم الأمور التي ينبغي التدريب عليها وبشكل دوري فليس القوي بالصرعة ولكن القوي من تمالك نفسه عند الغضب، فالعصبية الزائدة واحدة من أهم أسباب فشل أي علاقة في الحياة وخصوصاً العلاقة الزوجية. وذلك بسبب عدم القُدرة على ترويض جِماح النفس والتحكم في أعصابها فتكون مُدخلاً متسعاً للشيطان لإنتهاز الفرصة السانحة للتحكم في عقل ووجدان الشخص العصبي ومن ثم الوصول لأهدافه ومُبتغاه.
فلو اتبعنا هدي رسولنا الكريم في حديثه عن الغضب وتأكيده صلى الله عليه وسلم على ألا نغضب لوصلنا لسبلٍ يسيره للحفاظ على حياتنا وعلاقتنا مع بعضنا البعض دونما تجريح أو إهانة أو عنف.
3- وجود مشاكل زوجية مُستمرة ومُتكررة، فعلى الطرف الرافض للاستمرار والراغب في الانفصال أن يُقدم على تلك الخطوة بعد إنقضاء ونفاذ كافة المحاولات للإصلاح فيكون الحل الأخير هو الأمثل بدلاً من شراسة النزاعات والمشاكل. أحيانًا يُقال للمرأة “استحملي على علشان خاطر بيتك واولادك.” ولكن مع الأسف هذا مفهوم خاطئ لأنه من الممكن أن يؤدي الي كثير من المصائب والجرائم فيما بعد نتيجة عدم التفاهم مع شريك حياتها.
4- ألا تتدخل الأمهات او اي اطراف غير أمينة أو غير مؤهلة لتقديم حلول مناسبة لطبيعة العلاقة الزوجية.
5- لابد أن نرتقي في طريقة الحوار ونبتعد عن العنف واستخدام الايدي والضرب.
6- عدم عرض كل تفاصيل حياتنا على منصات التواصل الإجتماعي إمام أعين الناس والأصدقاء فالعين حق وقد تكون أصعب من السحر في بعض الأحيان. إن الحسد يدخل الرجل القبر والجمل القدر..
إن اي زوجين لابد وان يكون بينهما أسس متعددة تُبني عليها علاقتهم داخل البيت وخارجه، فالعلاقة الزوجية الصحيحة التي من خلالها تُبنى الاسرة السعيدة وتربى الابناء تربية محترمة راقية لابد وان تحتوي على:
• الحب المتبادل المودة والرحمة
• التفاهم الاحترام المتبادل.
• قناعة كل طرف بالاخر.
• ان يكمل كل طرف المنقوص من الطرف الأخر دون خجل أو تكبر.
• عدم الاستفذاذ والعند والعصبية فيما بينهم.
• الاحتواء وهي مهارة مشتركة بين الزوج والزوجة وان كنت أُعوِل على الزوج فيها أكثر.
• احترام الحقوق كلها وخصوصاً حقوق الاطفال وحقهم في حياة هادئة صحية بعيدة عن المشاكل والصراعات.
إن عدم الاهتمام بتلك الأسس مع وجود المشاكل والنزاعات يخلق أجيالاً غير قادرة علي بناء مجتمع صحي ينمو نمواً سليماً فيقدم أجيال ناشئة من المفترض وأن تحمل شعلة الحضارة ونبراس التقدم للأجيال التي تعقُبها.
ملخص ما أود أن أوصله لك عزيزي القارئ أن عدم التفاهم، وسرعه الغضب، وتراكم المشاكل والعِند المتبادل مع عدم الرضي، وكذلك عدم الوعي الثقافي الديني والعلمي. كله هذه أسباب جوهرية مفصلية محورية تودي الي الخلل الأسري ويعقُبها جرائم قاسية للإنتقام.
الحل….
• يلزم علي الزوج ان يتعلم كيف يحتوي الاسرة بشكل صحيح، وبالاخص زوجته.
• لابد من التعبير عن الحب لها، مع إشعارها بالامان والدفء، وأن يزرع فيها اخلاصه لها. (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)
• الاستماع الجيد لاحتياجات الزوجة بكل انواعها، مع شرح قدرات الزوج والامكانيات الاقتصادية في الوقت الحالي والظروف الاجتماعية كي تعيش معه بلطف ولا تكون عبء عليه.
ان إنعدمت كل الحلول،،، فالحل الوحيد هو الانسحاب… الانفصال،،، الطلاق،.(الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ)
نستند لأيات من كتاب الله عز وجل
)وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(
صدق الله العظيم
أخيراً: استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فما أكرمهن إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم.