شوكت كمال يكتب: «خلي بالك الظابط نازل»

أثناء ذهابي إلى عملي في الصباح، استرعى انتباهي مهاتفة سائق الميكروباص زملاءه من قائدي السيارات محذرًا إياهم من نزول ضابط المرور إلى المنطقة؛ كي يتابع الحالة المرورية ويضبط المخالفين من السائقين، قائلًا لهم، كلٍّ على حدة: «خلي بالك الظابط نازل».

الغريب في هذا الصباح أن حركة سير المركبات فوق الكوبري بدار السلام كانت أكثر من رائعة، وتمنيت أن ينزل الضابط كل يوم؛ حتى لا نشهد الزحام المعتاد الذي يختلط فيه الحابل بالنابل ونهدر وقتًا كبيرًا حتى نصل إلى الوجهة التي نقصدها.

وتساءلت: لماذا لا يلتزم السائقون من تلقاء أنفسهم بقواعد المرور دون أن يكون هناك رقيب عليهم؟! ولكنني أجبت على نفسي بأن هذه طبيعة النفس البشرية التي تحتاج إلى رقيب كي لا تنحرف عن الطريق الصحيح إلا من رحمه الله بأن منحه ضميرًا يقظًا يجعله يراقب أفعاله؛ فلا يحيد عن الصواب ويتحرى الصدق في كل حركاته وسكناته.

الغريب أيضًا أن السائق حين تحدث إلى أصدقائه من قائدي السيارات قال لهم «الرسالة دي لسه عارفها حالًا»، وشعرت أن أحد الأشخاص في إدارة المرور- مجرد تخمين- هو من أبلغ السائق بذلك، وقلت: لمصلحة من يفعل المُبلِّغ ذلك؟ فالأفضل ألا يفعل حتى لا يهرب المخالف؛ فينجو من المساءلة القانونية.

نعم إن وجود الشرطة في حياتنا أمر ضروري ومهم، لا سيما في المناطق العشوائية التي تكثر فيها الفوضى وتفتقد القواعد التي تنظم حركة المركبات سواء السيارات أو التكاتك أو التيروسيكلات أو الكارو، والمؤسف أن البلطجية وأصحاب السوابق هم من يشرفون على الحركة المرورية هناك ويفرضون إتاوات على السائقين، ومن لا يدفع منهم يتعرض للإهانة والضرب بل القتل أحيانًا.

أرجو من سائقي الأجرة أن يلتزموا بقواعد المرور؛ حتى لا تتعطل حركة السير بسبب الوقف الممنوع؛ الذي يؤدي إلى تأخر وصول مريض إلى مشفاه؛ فتحدث له مضاعفات خطيرة بل قد يدفع حياته ثمنًا بسبب ازدحام الطريق، وقد يكون هذا المريض قريبًا أو صديقًا لمن تسبب في ذلك؛ فعندها سيشعر بالندم جراء ذلك، ولكن الندم لن يفيد في هذه الحالة، وقد عانينا مرارًا وتكرارًا من تلك المآسي التي تمتلئ بها صفحات الجرائد وتزخر بها وسائل الإعلام والسوشيال ميديا كل يوم.

ندم البغاة ولات ساعة مندم .. والبغي مرتع مبتغيه وخيم

استقيموا يرحمكم الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى