مني النمر تكتب: أناقة الكلمات … !!
يقول الكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى على لسان الإمام الحسين رضى الله عنه: فى مسرحيته «الحسين ثائراً»
أتعرف ما معنى الكلمة…؟
مفتاح الجنة فى كلمة ، دخول النار على كلمة ، وقضاء الله هو الكلمة ..
الكلمة نور .. وبعض الكلمات قبور ..
الكلمة فرقان بين نبى وبغى ..
عيسى ما كان سوى كلمة ..
إن الكلمة مسئولية ..
إن الرجل هو الكلمة ….
شرف الرجل هو الكلمة …
شرف الله هو الكلمة …
من قال أن الكلمات لا تفعل شيئًا … ؟
إنها تحنو و تلمس … و تستطيع أيضا أن تمزق .
تُدفِء وتُنقذ … و تدمر .
تجعلك تطير في سابع سماء …. وأحيانًا تغرق … !!
الكلمات مفاتيح للقلوب …
إن استخدمتها بشكل صحيح . تستطيع بها إلانة كل متحجر عصى .. !!
بكلمة تكسب إنسان أو تخسره إلى الأبد .!!!
فكم من كلمة رفعت شخصا ، وحطّت من قيمة آخر …
فالكلمة لا تموت بل تظل خنجرا يدمى القلب و الروح ؛
و يبقى أثرها حتى و أن توهمنا نسيانها ..
فبكلمة تنهي حياة شخص ، و بكلمة تهديه حياة جديدة ..
و بكلمة تستطيع بها أن ترفع الإنسان إلى أعلى المراتب ، وتستطيع أيضاً أن تهوي به إلى أسفل قاع …
فرب كلمات لم يبالي قائلها ، تكون كالرصاصة الطائشة .. إذا ما استقرت في قلب أحدهم قتلته ..
و كم من كلمات حانية أحيت قلوبا على وشك الانتهاء ..
فمن أقصي درجات الوقاحة أن نستبيح تجريح الآخرين بدعوى الصراحة و عدم الكذب ؛
في الوقت الذي أصبح فيه من السهل إلقاء الكلمات الثقيلة بدعوة المزح و الهزار … و الإهانة و التقليل من شأن الآخرين ..
فخير الموعظة … الموعظة الحسنة …
في حين أصبحت مفردات لغتنا غريبة عنا ، بها فظاظة و عدم لياقة..!!
و أصبح لدينا تلوث سمعي ،
و لم يعد يدهشنا سماع بعض الألفاظ والمعاني الخادشة للحياء و الألفاظ البذيئة دون امتعاض .. « لزوم الروشنة »
و لنعلم أن للكلمة طاقة أما أن تكون مانحة للسعادة أو التعاسة ..
فقد أكد علماء النفس أن الكلمات الجارحة سميت جارحة لأنها تسبب جروحا حقيقية في الدماغ وتميت عدة خلايا و تتلف عملها ؛ ولهذا يعاني الشخص المجروح آلاما نفسية وشعورا سلبيافي منتهى الصعوبة والإحباط ..
و عليه فأن الكلمة أمانة نستطيع بها أن نرفع أمم أو نهدمها .
فقط بالكلمة …
فعيسى عليه السلام ما كان سوى كلمة .. ألقاها الله على مريم ..
ولعظيم أثر الكلمة على النفس فقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في مواضع كثيرة في كتابه الكريم : حيث يقول تبارك وتعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) (إبراهيم: 24-26) .
فعلينا التحلى بطيب الكلمات فالكلام الطيب شفاء للروح ، فكم من عليل حار فى شفاءه الأطباء كان دواءه فقط جبر خاطر ولو بكلمة ، فتحسسوا
كلماتكم فلا تدرون في أى قلب تضعونها …
و لا تستهينوا بوقع كلماتكم ..
فأناقة اللسان هي ترجمة لأناقة العقل و أناقة الأفكار ….
إختاروا كلماتكم كما تختارون ملابسكم …
فاللكلام أناقة …