غادة اسعد تكتب: الطفوله ما بين التشرد والضياع
التشرد آفة مجتمعية تستدعي العلاج والبحث عن أسبابها. و هي ظاهرة اجتماعية اجتاحت مجتمعاتنا العربية لفقدان الأمن و الحماية و السعي لتأمين مكان يكون مصدر العيش و تأمين الطعام و المسكن.. و من أسباب هذه الظاهرة و التي تعتبر أخطر ظاهرة على المجتمعات الإنسانية. الحروب ، الفقر ، البطالة، و العنف المنزلي……الخ
التي ساهمت في تشرد الأطفال عن بيوتهم و اللجوء الى الشارع في العراء بلا مأوى لفقدان سقف يجمعهم أو يوفر لهم مسلتزمات الحياة.
حيث يلجأ الطفل المحروم من حقوقه الإنسانية في الاعتماد على بقايا طعام العائلات أو على ما يستخرجه من القمامة ليتصرف به أو على الجمعيات الخيرية و غيرها من الوسائل للحفاظ على البقاء . و من أهم ما تخلفه هذه الحروب..الفقر والظروف الاجتماعيه السيئة على هؤلاء الأطفال المتشردون من سلوكيات سلبية كالعنف – الكذب – الغيرة – الحقد ……. اتجاه الأفراد اللذين يعيشون حياة مستقرة. مقارنة بما يعانون منه من بؤس و شقاء و حرمان …
و كذلك من أبشع ما يتعرض له هؤلاء الأطفال سيطرة العصابات عليهم و الإتجار بهم و خاصة في فترة الحروب، كما حدث في سوريا و غيرها من الدول العربية في أستخدامهم في ظاهرة التسول كعمل لهم … و أيضا من دفع بعض الأهالي الجاهلة في التربية لأطفالهم الى الشارع ليتحملوا مسؤولية مسلتزمات الحياة اليومية لهم و هم في سن لا يستحق الا الرعاية و توفير الأمن و الحب و الغذاء و العلم…… فيقعون ضحية الشارع لكونهم لا يملكون الحياة الكريمة مع أسرهم بسبب الظروف الاجتماعية و غيرها …..
إن السلطات العربية لا ترى في أطفال الشوارع فئة تستحق العيش و الاهتمام الى همومهم و آلامهم و أحلامهم كأي طفل آخر في الدول المتقدمة و المتحضرة و الذي ينعم بحضانة قانون دولي يحميه و يؤمن له حقوقه .. و لم تجد هذه الفئة يد تمتد لها لتنقذها من براثن ما وقعت فيه في ايدي جماعات ترسم لهم مستقبلهم و تلقنهم كلمات حفظت غيبا عنوان لمهنة يمارسونها في الشوارع …. لقد رأيت أمام عيناي أمثلة كثيرة في شوارع سوريا أثناء الحرب و تحدثت إليهم لأسمع قصصهم المؤلمة …. كان من بينهم طفل في السابعة من عمره يجلس على الرصيف في مساء يوم بارد يتكأ برأسه على ركبتيه و أمامه علبة من العلكة أراد بيعها كلها قبل أن يذهب الى البيت ، / و ما أدراك ذاك البيت / … سألته عن اسمه فأجاب ، و سألته عن عائلته فقال : أبي توفي في الحرب و تشردنا من منزلنا و أمي تنتظرني لأعود بما كسبته اليوم …
إنه لشيء محزن عندما ترى هؤلاء الأطفال يجلسون بين أرجل المارة وكأنه شيء طبيعي او سمة من سمات مجتمعاتنا العربيه التي تعودنا عليها دون التفكير والبحث عن اسبابها .جلسوا في الشوارع ليمدوا يدهم أو ليتحملوا مسؤولية عائلاتهم في سن لا يدرك معنى المسؤولية باحثين عن عنوانًا لهويتهم غير هذا العنوان وما يحمله من معاني بؤس وشقاء وظلم و يحتاج الى من يقدم له و يرعاه و يمنحه الأمان و الاستقرار و الحب ….
إن كلمة تسول و تشرد للأطفال يعني دمار أجيال ، لما تخلفه من آثار سلبية على أنفسهم و تكوين شخصياتهم …. فكيف يكون إذا علاج هذه الظاهرة و منعها في المجتمعات ؟ إن حقوق الطفل هو أهم عنوان يجب البحث فيه بمعزل عن الحقوق الأخرى لبناء أجيال صاعدة على أساس سليم و صحيح من خلال الحد من العنف الأسري و كل الظروف المساهمة في تشردهم و حرمانهم من حقوقهم و توفير كل مسلتزمات الحياة الفاضلة الكريمة لهم من خلال قانون يحميهم دوليا – كما في الدول المتقدمة و المتحضرة – حيث يعتبر حق الطفل من الأولوية في الحياة الانسانية لديهم ، و أي خلل فيه يستحق العقاب الشديد …..
والان وماذا بعد ان انفكت الاواصر وتهدمت الاسر وتهدمت المنازل والشوارع .ماذا فعل العالم وضميره ومنظماته لهؤلاء الجوعى والعطشى والمشردين الذين ملأوا الشوارع والحواري والنواصي ……الاجابة لا شيء لا منظمات انسانيه ولا كيانات حقوقيه مثل اليونسيف وغيرها …..تعمل لانقاذ الطفل العربي المشرد كما تساهم في انقاذ اطفال الغرب وتضع القوانين لحمايتهم .اتمنى الوعي والعمل لحث ومطالبه المنظمات الحقوقية في لاهتمام لهذه القضيه المتصاعدة يوما بعد يوم في منطقه الشرق الاوسط ومن ضمنهم سوريه العراق لبنان مصر اليمن وغيرها من الدول التي دمرتها الحروب وكان ضياع الاطفال احدا النتائج السلبيه على مجتمعنا العربي اتمنى ان يأتي يوما ولا أرى طفلا في تلك الشوارع وان نعمل معا لإيصال صوتهم وألمهم الى اليونسيف وغيرها ……
لعلا وعسى ننقضهم ونرسم الفرحه والبسمه على وجوههم. نعم يجب المطالبه بحقوقهم ولاصرار على وجود قانون في كل دوله عربيه تحت شعار منظمات الحقوقية العالميه للنظر في ذلك ومساعدتهم عندما ترتفع لاصوات وتتجه لانظار لهم في كل مكان لابد ان يصلهم حقهم ولو بعد حين .