مني النمر تكتب: بنت من ذهب ..

دائما ما تفاجأنا الأيام أو المواقف و النتائج ، بما لا نتوقع ، من أشخاصاً أقل ما يقال عنهم
« أناس من ذهب » بالرغم مما مروا به من تحديات كبيرة أو ظروف حياتية صعبة .

و خير دليل علي ذلك البطلة المصرية فريال أشرف ابنة المطرية و صاحبة الذهبية الوحيدة لمصر فى أولمبياد طوكيو 2020 .

فتاه لا يعرفها أحد و لم يرى أحد مدى معاناتها و تحملها وإصرارها على الوصول لهدفها و تحقيق حلمها مهما بدا مستحيلاً ، بدون ضجة أو شهره فهى كآلاف الرياضيين الذين لا يعلم أحد عنهم شئ ، ممن يمارسون الألعاب الفردية ؛ ممن يتدربون فى مراكز شباب مغمورة .

و لولا إنتقال فريال أشرف للتدريب في نادي القوات المسلحة آخر سنتين قبل الالومبياد ، و الذي تم فيه تقديم الدعم و المتابعة للاعبة ، لما تحقق هذا الإنجاز .

فإلى متى ستقوم قواتنا المسلحة بلعب كل الأدوار ..؟

يأتي هذا السؤال عندما يكون أكبر عدد من الميداليات فى تاريخ مشاركات البعثات المصرية فى الأولمبياد ، هو 6 ميداليات من بينها ذهبية واحدة حصدتها مصر خلال المشاركة فى منافسات اولمبياد طوكيو 2020 .

بينما كانت أكبر عدد ميداليات حققتها البعثات المصرية السابقة 5 ميداليات .

فمصر لا تفتقر للمواهب فهى مليئة بالابطال و الموهوبين فى كل المجالات ، مصر مليئة بالذهب فقط تحتاج أيد أمينة ترفع عنه الغبار .

فللاسف لابد أن نعترف بأن قطاع الرياضة المصرية يفتقر إلى فن صناعة بطل رياضي .

فأبطال اللعبات الفردية، التي يطلق عليها في مصر «اللعبات الشهيدة»، يعاني من إهمال جسيم من المسؤولين ، حيث لا توجد معسكرات إعداد وملاعب تدريب ولا حتى ملابس ، فضلاً عن أن حجم النفقات التي يتم إنفاقها على هؤلاء الأبطال لا تتناسب مع الهدف المرجو وهو الوقوف على منصة التتويج الأولمبية .

فما يحدث يكشف الغطاء عن مدى فساد و إهمال المجالس الرياضية .

و من هنا نطالب و مع بداية الجمهورية الجديدة تغيير كل ماهو قديم و استبداله بمنهج وفكر جديد . لا يتدخل فيها الوساطة و الفساد و الإهمال .

فهذه المرحلة تحتاج إلى فتح آفاق جديدة لرؤى غير تقليدية ؛ تحتاج لمسؤول على قدر المسؤولية .

و يكفي هذا القدر من المحسوبية و المجاملات و إهدار المال العام على من لايستحق .

فقد آن الأوان للعمل على عدم هروب الكوادر البشرية المتميزة نتيجة تعسف و بيروقراطية و عدم تقدير للمسؤلية الوطنيه لكثير من المسؤولين .

و كذلك نطالب بإطلاق حزمة كبيرة من الأنشطة المختلفة و المكثفة و كذلك الندوات التثقيفية بمراكز الشباب لاكتشاف المواهب و تبنيها وتعظيم العائد منها .

و من ناحية أخرى جعل هذه المراكز الشبابية بؤر جذب لجميع الفئات و الأعمار ، و صرف الميزانيات المخصصة لها على النحو الصحيح و الذي يعود بأكبر مردود على المجتمع المحيط بها ، لتفريغ الطاقات الجبارة لهذه الفئات ، و عدم تركها فريسة سهلة لمن يجيدون فن استقطاب وتغيب عقول شبابنا .

فلم تنتهي الحرب بعد و لن تنتهي ، وعلينا أن نكون على قدر كبير من اليقظة .

و لن يأتي هذا إلا بوضع المسؤول المناسب في المكان المناسب .

و لا يسعنا إلا أن نشكر كل أبطالنا من رفعوا إسم مصر عاليا ، من اسعدوا قلوب ملايين المصريين .

شكرا للرئيس الإنسان عبد الفتاح السيسي لللافته الإنسانية باتصاله الهاتفي على الهواء وتهنئة أسرة اللاعبة فريال و الذي يمثل دافعًا معنويًا كبيرًا و تحفيزا لكل مجتهد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى