مني النمر تكتب: علاقات تيك اوى …
فى كل عصر و زمان تظهر أنماط سلوكية و طرق تفكير و أساليب حياة مختلفة باختلاف طبيعة البشر ، و اختلاف سمات و نمط كل عصر و مكان .
و في زماننا هذا أو ما يسمى بعصر السرعة كل شيء يحدث و ينتهي بسرعة فلا وقت فيه للتعمق ، وأصبح البشر يفضلون الاختصار فى كل شئ .
فلم يعد هناك وقت للقراءة و أصبحنا نفضل التويته ، ولم يعد هناك وقت للاستماع للحن أو أغنية أكثر من ثلاث دقائق ، حتى لم يعد لدينا وقت للمشاعر و للعلاقات الأسرية و الإنسانية ، و تم الإكتفاء بالتواصل أو الاتصال عبر شاشات الموبايل و الإنترنت .
و ظهر نوع جديد من العلاقات الاجتماعيه باسم العلاقات المؤقتة ……
أو « علاقات تيك اوي»
و هي نوع من العلاقات التي لا تدوم طويلاً ، ويكون الهدف منها واضحاً من أجل قضاء مصلحة أو الوصول لهدف معين ، أو الإحساس بشعور أو عاطفة مؤقته ، تنتهى بانتهاء السبب منها .
و بمعنى أدق بمجرد إنتهاء المصلحة و الغرض من هذه العلاقة .
ولا يقتصر حديثنا هنا على العلاقات العاطفية فقط بل كافة العلاقات بين البشر ، فأصبحت تتغير حسب الغرض و الاحتياج منها ، فقد تكون احتياجات ، نفسية ، جسدية ، مادية ، أو حتى مزاجية ، أو قد تكون باختلاق مشاعر غير حقيقية و خوض تجربة جديدة لكسر الملل و الروتين .
وحتى وقت قريب كانت العلاقات الانسانية بين البشر لها قدسية و معنى ، كانت علاقات واضحة و مفهومة ، تتسم بالاستقرار و الثبات و الإخلاص و العيش من أجل الآخر .
و مع مرور الوقت و فى خلال السنوات القليلة الماضية تغير كل شيء ، فلم يعد هناك قيمة ثابتة نستطيع أن نقيس بها مدى قوة و متانة و صدق العلاقة ؛ فوصلنا لمنحنى خطير فى العلاقات الإنسانية و الأسرية .
فأصبحت مجرد علاقات عابرة مؤقتة فى عصر تحكمة ثقافة العرض و الطلب فى كل شئ ، حتى في أدق الأشياء خصوصية .
و مع كثرة المعروض من هذه النوعية من العلاقات التي لا تتطلب اى نوع من أنواع المسؤولية أو الجهد فلا التزامات أو وعود .
فنرى أغلب الناس تبحث عن علاقات خفيفة و فضفاضة ، فكل الأبواب و الإحتمالات مفتوحة على الدوام ، وهناك دائما يوجد من لا يرغب في التقيد أو الالتزام .
و أصبحنا نسمع و نشاهد قصص كثيرة لأشخاص عدة قاسمها المشترك الخداع و التدني في الأخلاق و اللعب على المشاعر وبيع الأوهام .
لذلك ليس علينا أن ننخدع بمعسول الكلام و ألا ننساق وراء الوعود الكاذبة .
بل علينا أن نكن أكثر حرصاً ، و أن نتجنب الوقوع في فخ هذه العلاقات .
لأنها علاقات مؤذية ، الظاهر منها شئ و الباطن شئ آخر تماماً ، فهى علاقات سامة ، هدمت بيوت قائمة ، وخربت نفوسا بريئه .
فلا نكون طرف فى علاقة لا تعطي لنا قيمة .
أو نرضى أن نكون في علاقة مؤقتة قابلين فيها للاستبدال .
و علينا أن نتخطى مشاعر الضعف و الاحتياج ؛ فلا ندخل في علاقة لمجرد الإحساس بالوحدة ، أو بالملل .
و ألا نتعمق كثيرا في علاقات وهمية ، وألا نتعلق بأشخاص افتراضية ، فليس كل جديد يستحق التجربة .
فالعلاقات الإنسانية معقدة ،
و تحتاج بذل الكثير من الجهد و الصدق و الوقت و العديد من المواقف ، حتى تصل إلى الإستقرار و التوازن النفسي ، والاحساس بالسعادة و الرضا .
لا ترضوا بأن تكونوا علاقة مؤقتة …. علاقة تيك اوي .