محمد الجداوي يكتب: «بطيخ دليفري»

توجهت في الصباح، «مدام إسراف» إلى السوق التجاري الموجود بمحيط السكن الذي تقطن فيه للتبضع والتنوع في إحكام السيطرة على مجريات الأمور بالثلاجة والمطبخ والتربو (أدراج تشوين الخزين).

تتجول سيدة أعمال المنزل بأريحية داخل سوق الخضار أولاً لشراء الخضروات وما يستلزم لعمل طاجن البامية باللحمة المستوردة، إلى جانب فتة المصاريف بالعلاوة المفرومة، في الوقت الذي لا تنسى فيه أهمية اختيار توابل ماركة مسجلة من «عطارة المغلاواني».

ترجلّت ربة المنزل إلى حيث مقرها الدائم بهايبر «سيدتي الجميلة»، الذي يبيع كل ما لذَّ وطاب من المأكولات والمشروبات، وبامبرز الأطفال، جوارب الشباب، زبادي العواجيز، ومكياج الفتيات، ليكون لدى «الست إسراف» فرصة سانحة لملء المتجر، وتفريغ حساب الفيزا الخاص بزوجها، خاصة لأن -فيزا إسراف- غير فعّالة سوى في حالات نادرة كشراء التين الشوكي أو الكيوي عبر موقع فواكه دوت كوم.

وبعد يوم طويل من التسوق، عادت «مدام إسراف» إلى منزلها عبر سيارة أوبر، وبينما تستعد للنزول بـ«شنطها»، استوقفها وجود أحد «بائعي البطيخ» أسفل العقار، فسرعان ما هرولت إليه لتطلب منه بطيخة مقاس 46 جنيه، لكنها تصطدم بمشكلة حملها مع تلك الشنط الممتلئة عن آخرها، خاصة وأن بواب العمارة -واخد إجازة في مارينا-، فإذ بصاحب الفرش يقول لها: «يا ست هانم البطيخة هنوصلهالك لحد باب شقتك.. اِحنا شغالين دلوقت -بطيخ دليفري- كل سنة وانتِ طيبة».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى