مني النمر تكتب: إعتزل ما يؤذيك ….
جملة قالها الفاروق عمر بن الخطاب «إعتزل ما يؤذيك ، وعليك بالخليل الصالح وقلما تجده ، و شاور في أمرك الذين يخافون الله »
قد يتبادر إلى الأذهان أول شيء عندما نتحدث عن الأشخاص الذين يلحقوا الأذى بالآخرين ، هو الأذى الجسدي ، في حين أننا نجد أنواع أخرى تعرف ضمنياً بالأذى الصامت و الذي يكون أكبر تأثيراً و ضرراً على النفس .
فليس من الضرورة أن يكون الأذى ماديا أو ملموساً ، فقد يكون أعمق من ذلك بكثير ، ف تأذي الروح أكثر أيلاما و أشد قسوة من الأذى الجسدي .
و يحدث هذا غالباً حينما نخذل أو تتأذى أرواحنا ، حينما تكسر إرادتنا ، و حينما ينطفئ الشغف فى قلوبنا .
أو قد تكون من فرط الإنهاك النفسى ، و من كثرة إعطاء المبررات و الأعذار لأشياء و أشخاص لن تتغير أو تشعر .
حينها قد نفضل العزلة و الإبتعاد .
فلا نستطيع الإقتراب من الآخرين خوفاً من تكرار الألم ، أو لانعدام الثقة ، فقد أصبحنا نؤثر السلامة بالاعتزال بعيداً على قدر ما نستطيع ، لعلنا نجد الراحة و الأمان .
و قد نتساءل ..!
هل أتخذ الجميع العزلة هربا من الأذى ..؟
أم لأسباب أخرى ..؟
قد يكون منها فرط أنانية البعض مثلا .. !!
أو كنوع من أنواع تقديس الذات …
فلا أحد هام و لا أحد يستحق التعب ؛ فهناك دائما البديل ، حيث أصبحت العلاقات مجرد علاقات عابرة ..
و لم يعد هناك رغبة فى بذل الجهد للتمسك بمن نحب ، وأصبح من السهل الترك بدعوة الانعزال و ترك ما يؤذينا ..!!
فالتمركز حول الذات أصبحت هى السمة الغالبة .
و من هنا و من أجل هذا كان لابد أن نصل إلى قناعة على أنه من أكثر درجات النُضج
أن نبتعد عن كل ما يستنزفنا ،
ونعتزل كل ما يؤذينا ،
أن نوازن بين العقل و القلب .
وألا لا ننتظر تغير أحد فلا أحد يتغير .
علينا التمعن في اختياراتنا ، نهتم بمن يهتم ، و نعتني بمن يعتني .
فقد نكون نحن من نأتي بالهم لأنفسنا ؛ فنفكر فيمن لا يفكر بنا ، و نذهب لمن لا يريدنا ، و نرى من لا يرانا .
ولذا لابد أن نعيش بتوازن و نبادل الجميع بقدر عطائهم .
و لنعلم أن من يحب لا يجرح و لا يقسو ، و من يتصيد الأخطاء غير باق على ود و لا عهد .
عيشوا حياتكم و غادروا كل مكان لم تجدوا فيه هدوء أنفسكم .. غادروا الأشخاص الذين لم يقدروا تواجدكم في حياتهم ..
إعتزلوا ما يؤذيكم .