الدكتور/ عطية سليم يكتب: “المشكلات السياسية التي خلفها الإستعمار في العالم العربي “

باحث في الجغرافيا السياسية

– مما لا شك فيه أن التاريخ الحديث لمنطقتنا العربية ، مفعم بأحداث تؤرخ لاستعمار سعى لمصالحه من بداية هذا التاريخ.
– و الدولتان الاستعماريتان ، أصحاب المصالح الكبرى في المنطقة،في تلك الأثناء هما: إنجلترا و فرنسا، و بأيديولوجيات مختلفة،أدت إلى ضياع مستقبل المنطقة بكافة جوانبه.
– فمع ظهور الحدود السياسية ، و من قبلها التخوم، تحاول هاتان الد ولتان السيطرة على مقدرات المنطقة، إما بحثا عن المادة الخام، أو كصراع استعماري بينهما، أو لهيمنة على عناصر إستراتيجية، أو المحافظة على توازن القوى بالمنطقة، فقامتا بما يلي :
دور فرنسي بارع تمثل في :
– الوقيعة بين المغرب و إسبانيا في سبتة و مليلة، و سيطرة إسبانيا عليهما بحجة التقادم.
– مطالبة الجزائر بالصحراء المغربية، و صراع مغربي- جزائري ، و دخول موريتانيا في الصورة، رغم ظهور ” جبهة البوليساريو” بها، و الدعوة إلى حكم ذاتي.
– الصراع الموريتاني- السنغالي ، في منطقة مصب نهر السنغال.
-المساهمة مع إيطاليا في ظهور مشكلة ” جزر كرنكاح”،بين ليبيا و تونس.
– المساهمة في تقسيم الهضبة الصومالية، إلى الصومال الفرنسي، و الصومال الإنجليزي، و الصومال الإيطالي، لتنتهي باستقلال الصومال الفرنسي ،باسم ” دولة جيبوتي”.، و يتحد الصومال الإنجليزي و الإيطالي ليكونا دولة الصومال، رغم مشاكله مع كينيا حول الصومال الكيني، و مشاكله مع الحبشة حول إقليم أوجادين.
– المساهمة في مشكلة لواء الأسكندرونة، الأرض السورية التي استولت عليها تركيا حتى هذه اللحظة.
– المساهمة في الوقيعة بين سوريا و لبنان، و الصراع على بعض المناطق الحدودية، مع أن البعض يعتبر أن بلاد الشام ،بخصوصية جيوسياسية، ممثلة و متأصلة في سوريا ولبنان ككيان واحد. رغم ظهور لبنان الكبير.
ناهيك عن محاولتها طمس الهوية العربية الإسلامية في دول المغرب العربي،و لكن ظهرت بعض الجماعات التي حاربت للمحافظة على هذه الهوية.و تغلبا على أفكار شارل ديجول.
– أما عن الدور البريطاني الخبيث هو الآخر تمثل في :
– السيطرة على الدولة الأفروآسيوية، و الكيان الجيوسياسي و الإستراتيجي، المتمثل في القلب النابض للأمة العربية” مصر “، لمدة أربع و سبعون سنة، و محاولة جلنزة هذا الكيان ولكنها لم تفلح، و جعلته يسعى لتأميم أعظم برزخ في التاريخ، قبل المدة المتفق عليها ” ٩٩” عاما و قبل عودة هذا الممر الملاحي إلى حوض الوطن ،باثنتي عشرة سنة، و انتهاء الإتفاقية في عام ١٩٦٨م.ناهيك عن الوقيعة بين مصر و السودان حول شلاتين و حلايب، و أيضا الوقيعة بينها و بين ليبيا، حول السلوم وواحة وجغبوب.
– المساهمة في تقسيم السودان ، بعد أن كان أكبر دولة عربية مساحة،ممثلة في ال ٢.٥ مليون كم٢.ليصبح دولة السودان ، و دولة جنوب السودان، و ينشأ صراع بينهما حول حقل إيبي البترولي.
– الوقيعة بين اليمن و المملكة العربية السعودية، حول جيزان ،رغم توقيع اتفاقية الطائف، عام ١٩٣٤.
– إلغاء إنتدابها على فلسطين، لتعطي الفرصة للكيان الصهيوني في بناء دولته و إعلانها سنة ١٩٤٨، ناهيك عن وعد بلفور.
– ارتباطها بإمارات الخليج ، بمعاهدة الصلح العامة منذ عام ١٨٢٠، و المساهمة في ضياع جزر ” طنب الكبرى، و طنب الصغرى، و أبو موسى” الإماراتية، و استيلاء إيران عليها،حتى وقتنا هذا.
– المساهمة في الوقيعة بين قطر و البحرين، حول الأحقية في بعض الجزر المتنازع عليها.
– الوقيعة بين الكويت و العراق، حول حقل الرميلة البترولي.
– الوقيعة بين العراق و إيران،و الصراع الإستراتيجي حول شط العرب و الفاو.
– المساهمة في ظهور مشكلة الأكراد القانطنين في عدة دول، و هي” شمال شرق سوريا، شمال العراق، شمال غرب إيران، جنوب تركيا”.
– المنطقة المحايدة بين كل من السعودية و العراق و السعودية و الكويت.
– ليظهر التعاون الغربي على أشده، في تأجيج منع المياه النهرية في الفرات، عن كل من سوريا و العراق، و منع ماء النيل عن مصر و السودان، و بالتعاون مع الكيان الذي ينخر في الجسد، و الذي يمثل الابن غير الشرعي لهم، لجعل هذه المنطقة، منطقة كوارث و قلاقل سياسية، و العبث بمقدراتها.
– أما آن الأوان لإعلان و قيام اتحاد كونفيدرالي ليشمل كل دول المنطقة ، و التغلب على كل هذه المشاكل، و التي هي من صنيعة الاستعمار.
حفظ الله مصرنا الحبيبة، و عالمنا العربي و الإسلامي من كل مكروه و سوء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى