المغرب.. كورونا يجوع الخيول مع اختفاء السياح
اضطر عبد النبي نويدي لبيع حصانه المفضل مقابل 150 دولارا للمساعدة في إطعام الخيول الأخرى في فريقه الذي يجر عربات تقل السياح في شوارع مراكش الصاخبة.
تلوح في الأفق احتمالية المجاعة لخيول النقل والحيوانات الأخرى المستخدمة عادة في المناطق السياحية المغربية، حيث اختفى الزوار خلال جائحة الفيروس التاجي المستجد (كورونا).
وتقول جمعية حماية الحيوانات في الخارج (سبانا)، إن المئات من الخيول والحمير المغربية التي تجر العربات مهددة وسط انهيار صناعة السياحة.
وهناك ما يقدر بنحو 200 مليون حصان وحمار وجمل وفيل في جميع أنحاء العالم توفر سبل عيش متنوعة لأكثر من نصف مليار شخص.
وأغلقت المملكة أبوابها أمام السياح الأجانب بعد تأكيد أول حالة إصابة بالفيروس في 2 مارس. وأصدرت السلطات مؤخرا حظرا على السفر الداخلي إلى ثماني مدن، بما في ذلك مراكش.
ويعتمد الآلاف من الأشخاص على خيول النقل في معيشتهم، حيث يقول عبد الجليل بلغوت، سائق عربة تجرها الخيول في مراكش، إن كل عربة يستفيد منها ما بين أربع وخمس عائلات، بما في ذلك الملاك والسائقون والصبية.
وكان بلغوت يتحدث وهو يستقل عربته، منتظرا في طابور بالقرب من ميدان جامع الفناء الشهير، على أمل أن يرغب شخص ما في الركوب.
في السياق ذاته، يقول عبد الجليل النويدي: “إذا كان لديك متجر، يمكنك إغلاقه.. إذا كنت تبيع البضائع، فإنك تخزنها.. لكن تخيل أن يكون لديك … خيول تحتاج إلى الأكل والشرب والحصول على الرعاية الطبية”.
على مدى عقدين من الزمن، أخذ الإخوة الأربعة السياح في رحلات سياحية في عربات تجرها الخيول. الآن لديهم جيوب وأفواه فارغة تحتاج الإطعام، سواء في المنزل أو في المجمع المتهدم خارج مراكش حيث يقوم السائقون بتثبيت خيولهم.
أُجبر الإخوة على بيع سبعة من خيولهما في يوليو. وكان من بينهم “كوكوت”، الحصان المفضل لدى عبد النبي نويدي.
في تذكره للوعد الذي قطعه على نفسه لكوكوت منذ 15 عاما بعدم بيعه للأبد، يقول عبد النبي: “هذا ليس شيئا يمكنني أن أسامح نفسي عليه بسهولة”.
يشتبه الأخوة في أن خيولهم، التي تبدو عصبية بشكل واضح، تعلم أن التغيير المفاجئ في حياتهم قد يأتي.