“30 يونيو”.. مصر خالية من العشوائيات

كتبت / ميرا فتحي

تستعد الحكومة المصرية حاليا لإعلان مصر خالية من العشوائيات والمناطق غير الآمنة خلال شهرين، ومن المقرر أن يتواكب توقيت هذا الإعلان مع احتفالات مصر بذكرى ثورة «30 يونيو» التي أطاحت بحكم تنظيم الاخوان.

وينتهي خلال الشهرين المقبلين بعض المشروعات المتبقية من خطة تطوير العشوائيات والمناطق الخطرة وغير الآمنة في مصر.

وأكد خبراء التخطيط العمراني والإدارة المحلية أن هذا الانجاز يوازي مع التوسع الكبير في إنشاء المدن الجديدة التي وصل عددها إلى 52 تقريبا، بعدما توقفت في فترات سابقة عند 28 مدينة جديدة فقط، وهو إنجاز محسوب للإرادة السياسية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وللحكومة المصرية برئاسة مصطفي مدبولي وكافة الوزارات التي تنفذ هذه الطفرة العمرانية على مستوى الجمهورية.

حصاد التطوير

وقال المهندس خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات، في تصريحات خاصة لموقع «الجالية» إن الحكومة والصندوق يشهدان حاليا الحصاد الأخير للقضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة على مستوى الجمهورية.

وكشف صديق عنّ وجود مشروعات كثيرة جاهزة للافتتاح مثل «حدائق أكتوبر بالجيزة ومشروع معاً بمدينة السلام بالقاهرة والمرحلة الخامسة من مشروع بشاير الخير بالإسكندرية»، وستكون هذه المشروعات جاهزة لاستقبال وتسكين الأهالي المنقولين من المناطق العشوائية.

وأوضح المسئول المصري أنه جارى حاليا تطوير 42 منطقة غير آمنة من أصل 357 بعد انتهاء العمل في 312 منطقة بمختلف المحافظات، وجاري إنفاق الـ 7 مليارات جنيه الأخيرة من الميزانية على المشروعات المتبقية، حيث يبلغ الإجمالي 39 مليار جنيه، وتم إنفاق 32 مليارا منها حتى الآن.

إزالة الخطر

وقال حمدي عرفة أستاذ الإدارة الحكومية والبلديات الدولية في حديث لـ»سكاى نيوز عربية» إن إعلان الحكومة المرتقب أن مصر خالية من العشوائيات والمناطق غير الآمنة خلال شهرين يتسق مع وصول معدل الانجاز وافتتاح المشروعات في هذا الملف إلى 95% تقريبا.

وأضاف «عرفة» أن مصر كان بها نحو 364 منطقة عشوائية خطرة يسكنها مواطنون أعلى سفوح الجبال وبجوار السكك الحديدية وقرب مناطق تتضرر سنويا من السيول، وكانوا معرضين لخطر الكوارث والموت، واليوم يعيشون في مناطقهم الأصلية بعد تطويرها وإزالة الخطر عنها، أو ينتقلون إلى مساكن مخصصة لهم في مدن جديدة.

ولفت الخبير المصري إلى أن أهم جوانب التوسع في المدن الجديدة تخصيص مساكن للشباب وأهالي المناطق العشوائية، وهي مساكن مؤثثة بالكامل، وهذا الاجراء أول مرة يُطبق في مصر بطريقة متميزة ومريحة للسكان.

إنجاز كبير

وتابع خبير الإدارة المحلية قائلا إنه قياسا بالحجم الكبير للمناطق العشوائية في مصر فإن ما تم إنجاز حقيقي، قياساً بإهمال كبير لملف العشوائيات والمناطق الخطرة عبر الـ 50 عاما الماضية.

وحسب «عرفة» تمثل المناطق غير الآمنة والخطرة في مصر 45% من حجم مشكلة العشوائيات، وهذا الجزء شارفت الحكومة على الانتهاء منه، أما العشوائيات الآمنة والمناطق غير المخططة فهي غير خطرة وتحتاج إلى إصلاح بنية تحتية وإنشاء طرق وإدخال مرافق مياه وكهرباء وغاز وعدم زيادة البناء العشوائي في تلك المناطق.

ولفت  إلى أن الحكومة المصرية أصدرت قرارات تكميلية لإحكام المناطق العشوائية الآمنة وغير المخططة، ومنها قانون وقف البناء غير المرخص والتصالح الفوري في مخالفات البناء، وتطبيقه بشكل تجريبي وتشديد عقوبات مخالفته، وقصر البناء على المدن الجديدة.

تطوير القاهرة

وحظيت محافظة القاهرة وحدها بـ16 مليار جنيه من تكلفة تطوير المناطق العشوائية.

وشملت المشروعات التي تمت تنفيذها وجارى العمل فيها بمحافظة القاهرة: الأسمرات1 و2 و3، وأهالينا 1و2، والمحروسة 1 و2، وروضة السيدة 1، ومشروعات «أرض الخيالة، ومؤسسة معاً، ومصنع 18 الحربى، والمنيل القديم، وروضة السيدة 2، وأهالينا 3، وشمال الحرفيين، وأرض المسبك، وأرض العمدة.

ويجري حاليا العمل في منطقتي «بطن البقرة وعزبة أبو قرن» في مصر القديمة.

ومن المقرر أن ينتهي مشروع منطقة مثلث ماسبيرو في قلب العاصمة المصرية في ديسمبر المقبل، وتنقسم المنطقة إلى شقين «استثماري وسكني»، ومملوكة بالكامل للشركات الاستثمارية وصغار الملاك، وتم استقطاع قطعة أرض تسع ألف وحدة لتسكين الراغبين من أهالي المنطقة فيها بعد تطويرها، فيما حصلت 3200 أسرة على تعويضات، وحصلت 560 أسرة أخرى على شقق في حي الأسمرات.

البشر قبل الحجر

ولا يتوقف تطوير المناطق العشوائية على إعادة بناء الوحدات السكنية، بل تتابع الحكومة المصرية عن كثب أعمال تسكين أهالي بالمناطق العشوائية المُزالة، وسرعة نقلهم إلى المناطق السكنية الجديدة التي تم تنفيذها وتأثيثها.

ومن ضمن الإجراءات الحكومية لضمان عدم عودة العشوائيات، توفير احتياجات السكان في تلك المناطق بعد تطويرها وخلق فرص عمل لهم، مقابل بعض الالتزامات من جانب المواطن وهي منع عدم بيع الوحدة أو تغيير شكلها المعماري.

ويعد مشروع «روضة السيدة» نموذجا فريدا في العناية بأهالي المناطق المطورة، حيث أطلقت مبادرة «طلباتك أوامر» بمشاركة منظمات أهلية بهدف تدريب الأهالي على الأعمال اليدوية واستغلال مهاراتهم لتكون مصدر دخل لهم، وتنظم فعاليات لتنمية وتعديل سلوك ونشأة الأطفال وتدريبهم على أنشطة إبداعية.

الخطوة التالية

وعن الخطوة التالية لصندوق تطوير العشوائيات، بعد إعلان مصر خالية من العشوائيات، سيكمل صندوق تطوير العشوائيات مشروعته غي المناطق غير المخططة والأسواق العشوائية.

وقال رئيس «الصندوق» إنه جرى وضع خطة خلال 10 سنوات للانتهاء من كافة المناطق غير المخططة، وفي عام 2030 لن يكون هناك مناطق غير مخططة أو أسواق عشوائية في مصر.

وفي هذا الصدد يلفت حمدي عرفة خبير الإدارة المحلية النظر إلى جانب منسي في ملف مجابهة العشوائيات، وهو أزمة سكان المقابر المتمركزين في محافظات القاهرة الكبرى «القاهرة والجيزة والقاهرة»، ويجب إجلائهم عن تلك المقابر وتوفير مساكن بديلة لهم.

وأوضح أن الحكومة أجرت اجتماعات عديدة في أوقات سابقة لبحث هذا الملف لكن لم تتم خطوات عملية على الأرض.

واقترح خبير الإدارة المحلية استحداث وزارة للعشوائيات لإدارة هذا الملف من كافة جوانبه، ووزارة للقرية المصرية، للإشراف على 4726 قرية يتبعها 26757 كفر ونجع وعزبة في مصر، وهي بمثابة عشوائيات لأن معظمها غير مخطط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى