شعبان خليفة يكتب : المؤسسات الشعبية مابين الحبسة و البحة الصوتية

من أمراض النطق المعروفة للمتخصصين فى هذا المجال الحبسة الصوتية ، والبحة الصوتية … الفرق بينهما كبير ، فالحُبسة aphasia هي فقدان جزئي أو كلِّي للقدرة على التعبير أو فهم اللغة المنطوقة أو المكتوبة. وهي تنجم عن تضرُّر مناطق الدماغ التي تتحكَّم في اللغة.

و تأثيرها بالتالى على المصاب بها بالغ على اختلاف أنواعها ، أو درجاتها لأنها تتعلق بالدماغ أو الرأس وهى مناطق لها طبيعة خاصة ودور لا يعوضه غيرها حال فقدانه .. ومن ثُم فأن المصاب بها له عذره البالغ فى عدم القدرة على التعبير
بينما البحة الصوتية فإنها تتعلق بالحنجرة ، أو الأحبال الصوتية ، و فى كل الحالات لا يصل المصاب إلى فقدان كلى للصوت إلا فى حالات نادرة بفعل إهمالها إذا كانت تتفاقم و صاحبها «مطنشها «.

على مدى سنوات طويلة تجاوزت الربع قرن عاصرت مؤسسات شعبية مصابة بالبحة الصوتية ، و كنا نتفهم الأسباب، و نتقبل ما تعانيه من صعوبة فى الكلام كون أحبالها ملتهبة أو مرخية أو حنجرتها فيها واوووو على رأى هيفاء وهبى .
لكن الحُبسة الصوتية جديدة على المؤسسات الشعبية كالبرلمان بغرفتيه ، و اللجان الشعبية للمقاطعة بأنواعها المتعددة ، و النقابات المهنية و العمالية ..ألخ

فكل هذه المؤسسات لا صوت مسموع عليها ..ربما فى الغرف المغلقة أو على استحياء تشجب و تندد لكن لا صدى للصوت ..
مؤكد ليس المطلوب مواقف حادة ولا بيانات ساخنة لكن على الأقل لا يكون الأمر كما لو كان إعلان وفاة ..خاصة ، و أن مصر الرسمية صوتها هو الأعلى بين كل العرب و العالم على السواء .. فمن باب التناغم لماذا لا تستنكر المؤسسات الشعبية ما يجرى من عدوان و يكون لها موقف مجرد موقف نتذكره بعد أن ينقشع الدخان و يصمت صوت الإنفجارات …؟!

لماذا لا يكون صوتها داعم ومساند للصوت الرسمى ؟ و لماذا نفقد أحد اجنحتنا الى بها نحلق فى فضاء صاخب و أصم و أعمى ..ووسط أُمة ألقت كل ما لديها فى حجر عدوها و بلا مقابل ؟

أمة استدعت نبى الله إبراهيم لا فى تصديها للأصنام بل لعباداتها تحت مسمى اتفاقيات إبراهيم و إبراهيم عليه السلام منها براء و كذا موسى وعيسى ومحمد عليهم جميعاً صلوات الله و تسليماته ..فما من نبى ناصر الظلم أو صمت عليه بل كلهم دوى صوتهم و سمت تعليماتهم بأن الله حرم الظلم على نفسه و جعله بين عباده محرماً و كلهم قاله أبديه لا تظالموا …لكنه عصر التحريف العظيم لكل القيم العظيمة و لا حول ولا قوة إلا بالله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى