حامد راضي يكتب: هل الدرامة الحديثة تسيء للمرأة المصرية

بدأت الدراما في مصر عام 1960 وقد صورت الدراما المصرية قديما المرأة بأنها مستضعفة وسلبية وصورتها بمعاناتها من عدم امتلاك حقوقها بالكامل فمثلا في بداية الستينات كان نهج الدولة المساواة في التعليم والعمل سواء للرجال أو النساء أو الفتيات وظهر هذا في بعض المسلسلات القديمة

وفي أواخر الستينات ظهرت المرأة في الشاشات الصغيرة بأدوار أما الصحية أو الأم المقدسة أو الزوجة المطيعة أو الحبيبة والتي لا حول لها ويتحكم بها الرجال لاستضعافها

ثم ظهرت في السبعينات المرأة بدورها من خلال الريف المصري والحارة المصرية حيث جسدت المرأة بالسيدة ذات الاخلاق والمباديء والتي تواجه صعوبات الحياة للحفاظ علي البيت المصري علي سبيل المثال مسلسل المشربية للفنانة سميحة ايوب

وفي عصر الانفتاح الاقتصادي وخاصة في الثمانينات أظهرت الدراما دور المرأة ومساعدته للرجل وقد ظهر ذلك في عدة مسلسلات أهمها هو وهي للراحل أحمد ذكي والذي كان يبرز مشكلات المجتمع ومواجهتها بالتعاون بين الزوجين من خلال حلقات يومية تبرز أهم القضايا

واهمها أن الانفتاح الاقتصادي أظهر طبقتين في مصر أما طبقة فقيرة جدا او طبقة شديدة الثراء لا تهتم بالتعليم قدر ما تهتم بالكسب والثراء وقد تم تجسيد هذه المرحلة من خلال مسلسل فضة المعداوي

اما في التسعينات ظهرت المرأة بمثال اجتماعي مشرف كما في بعض المسلسلات وهي مشاركة المرأة زوجها في الحياة الاجتماعية وقيامها بأداء دورها في نشر القيم والمباديء والفضائل لأبناء أسرتها كما في مسلسل ونيس وضمير أبلة حكمت
اما حديثا فقد ظهرت المرأة في الدراما بشكل سلبي والذي يظهر بأن جميع المشاكل ناتجة عن تصرفات المرأة فقد ظهرت المرأة بأنها الام المسيطرة أو السيدة العارية والتي تستعرض جسدها كي تنول ما تريد من الرجال أو السيدة القاتلة
فللدراما دور كبير في تماسك أو تفكك الأسرة المصرية حيث أن الإعلام نافذة كبري يقتدي بها بعض الأسر وياخذون من أبطالها قدوة لهم علي أساس أن هذه هي الحياة المتاحة
ايضا ظهرت مؤخرا في الدراما المصرية أن المرأة ماهي الا سيدة أعمال متجاهلين دورها كام عليها حق تربية أبنائها والحفاظ علي أسرتها

فمن وجهة نظري الدراما الحديثة لا تعبر عن المرأة المصرية ولا الأسرة المصرية وأنها تبث بعض السلوك السيء الذي يتبعه المشاهدون فيما بعد

فبعض المسلسلات ناسف ونخجل أن يشاهدها كل أفراد الأسرة لما بها من مشاهد تخجل رب الأسرة أن يشاهدها أبنائه أو ألفاظ يصعب علي رب الأسرة أن يسمعها أبنائه

فللدراما مزايا وعيوب وهي من وجهة نظري نافذة علم كالمدرسة
يتعلم منها من يشاهدها ويسير علي نفس النهج لاعتقاده أن هذه هي الحياة كما تصورها له الدراما

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى