بقرة بني اسرائيل.. وزنها ذهب

كتب/ منير الريس

رجل من الصالحين كان لا يملك سوي بقرة صغيرة وعنده غلام صغير وزوجة فلما استشعر الرجل اقتراب الاجل اخذ البقرة وذهب بها لارض خاوية وخاطب ربه قائلا ربى انى استودعك هذه البقرة لابنى حتي يستردها عند حاجته لها. ومات الرجل وكبر الغلام وكان وامه يعانون من ضيق الحال فتذكرت امه البقرة التى تركها والده فطلبت منه الذهاب الى هذه الارض ووصفتها له وان يسأل المولي ان يردها له .

فذهب الغلام وخاطب ربه قائلا ان والدى قد استودع لى بقرة عندك وانا اريدها فوجدها تأتي اليه فذهل الغلام وكان لونها جذاب فاخذها وذهب بها لامه فقال لها ماذا سنفعل الان فقالت امه نحلبها ونبتاع لبنها ولكن هذا العمل كان لا يفى بحاجة الغلام .

في نفس الوقت كان المولي عز وجل يدبر امرا جميلا للغلام حيث مات رجلا من بني اسرائيل مقتولا واراد اهل قبيلته معرفة القاتل خاصة وان هذه القبيلة كانت في هدنة مع قبيلة اخري وكادت تقوم حرب ضارية بين القبيلتين .
فلما طلبوا من سيدنا موسي عليه السلام ان يسأل ربه عن القاتل فامرهم المولي عز وجل ان يذبحوا بقرة بمواصفات معينة ذكرت في القرأن سورة البقرة وان يضربوا المقتول بجزء من هذه البقرة بعد ذبحها فتعود له الحياة مرة اخري بأمر الله ليعترف علي قاتله ثم يموت حتي لا تسيل الدماء بغير حق .

وبعد البحث والتقصي عن مواصفات هذه البقرة وجدوها عند الغلام فذهبوا له لشرائها فوضعوا له سرة من الذهب فعاد لامه ليسألها فطلبت منه ان يسألهم الزيادة فزادوها الى عشرة فعاد لامه فطلبت الزيادة فزادت الى الضعف فعاد لامه فطلبت الزيادة الى ان وصل الحال الى ان اشتروها بوزنها ذهب فوافق الغلام

والشاهد من القصة ان صلاح العبد غالبا ما يعود علي نسله بالنفع فلولا صلاح هذا الرجل ما وصل هذا الخير لابنه الذي اصبح غنيا بين ليلة وضحاها والا نتعجل القضاء وان نصبر ونحتسب فنحن لا نعلم تدابير الخالق في خلقه وان نستشير دائما المقربين لنا فلولا استشارة الغلام لامه ما جمع كل هذا المال .

فاحسن الظن بالله وتوكل علي الله وتأكد انه لن يخذلك ابدا انشاء الله .

انى وكلتك امرى كله عاجله واجله فلا تخزنا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى