يارا رضا تكتب: الصبر والمُصابرة وجهان لعملة واحدة

ثمة أشياء تتحقق في لمح البصر؛ والسبب وراء تحقيقها أن اللّه عزوجل أراد لها المشيئة فتحققت وأثبتت ذاتها ووجودها ، ونأتي للعملة الصعبة والقوة التي يُعطيها اللّه لأقوي جنوده ، القوة العظمي التي لا أحد يتحمل متاعب ومشقة المشوار غيرها ، القوة التي لو انسحبت باقي الأمة ستظلُ هي ثابتة شامخه شموخ الدهر في وجهه العدو ، القوة هي الصبر والمُصابرة؛ التي تقفزُ بنّا إلي المواجهة والصمود وعدم الاستسلام؛ إلي التحمل والتجاوز وتجاهل الماضي والنظر إلي المستقبل ، الصبر مثل القوم اللذين يطرقون باب المنزل ويأتون إليه فجأةً بدون موعدّ سابق ولا إذن معلن ، ليبشرون بخبر قد يرفرف لهُ القلب أو يحزنُ وتدمعُ لهُ الأعين ، لم أبالغ عندما أتحدث عن هذه الصفة بعنوان الصفة الجبارة؛ التي تُجبر وتطيبُ الخاطر؛ وتمسحُ الدموع وتتركُ علامة من السعادة التي لا سقفُ لحدود وصالها من الفرحة ، لم يعطِ اللُه هذه الصفة لأي أحد من بني آدم وإنما يعطيها لبشر له القدرة والقوة علي تحمل مسؤوليتها إلي النهاية ، نأتي للقرآن الكريم ونري أن الله سبحانه وتعالي ذكر لنا آية في منتهي الجمال والطمأنينة والهدوء النفسي في قوله ” …وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} ﴿١٤٦ آل عمران﴾.

وهل هناك جمال مثل هذا الجمال ؟ الذي نراهُ في القرآن عن الصبر ، فهو لا يخلُق ضعف بل يبشرُ إلي طريق الفرج وفتح الأبواب ، فنري أن الصبر معجزة حقيقية؛ تُخلد أساطيرها وحكاياتها من ملايين السنين؛ مثل معجزات الانبياء العظيمة؛ التي تتمثلُ في معجزات أشرف الخلق نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام؛ وصبره في الدعوة؛ وتحمُله أذي المشركين ، وصبر أيوب عليه السلام ، وصبر موسي علي أذي وطغيان وبطش فرعون.

وصبر يعقوب في إرجاع يوسفُ عليه السلام إليه مرةً أخري ، كل هذه المعجزات تضع في قُلوبنا قوة؛ لتحمل الآلآم والصبرُ علي أوجاعها ، تغرسُ في طريقنا تجاهل الوساوس اللعينة في الإستسلام  ي نصف الطريق والرجوع للخلف ، تتركُ أثراً طيباً في نُفوسنّا في تحملُ المصائب ، تزرعُ قلباً وعقلاً لا يهتزُ بتلك الكلمات السيئة؛ التي يفكرُ بها من حديث غيره أو يستشعرها من أحاسيسُ من يبثها في جوفِ كلماته المشؤمة ، فهذه الصفة ستظلُ وكأنها سلاح يُحصنّنا من الثقوب الثقيلة والمواقف والأزمات المريرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى