قصة 4 ملكات أذهلن العالم بقيادتهن وجمالهن

من‭ ‬بين‭ ‬الملوك‭ ‬الذين‭ ‬ينقلون‭ ‬في‭ ‬الموكب‭ ‬التاريخي‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬السبت،‭ ‬4‭ ‬ملكات‭ ‬حفرن‭ ‬اسمهن‭ ‬عميقا‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البلاد‭ ‬القديم‭.‬

ويغادر‭ ‬ملوك‭ ‬مصر‭ ‬وملكاتها‭ ‬القديمة،‭ ‬مقرهم‭ ‬في‭ ‬المتحف‭ ‬المصري‭ ‬وسط‭ ‬القاهرة‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬الحضارة‭ ‬المصرية‭ ‬بمدينة‭ ‬الفسطاط،‭ ‬جنوبي‭ ‬العاصمة‭ ‬المصرية‭.‬

واستقطبت‭ ‬الملكات‭ ‬الأربع‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬تاريخهن‭ ‬ومؤهلاتهن‭ ‬لحكم‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬حقب‭ ‬سابقة‭.‬

‮«‬خططنَ‭ ‬وحكمنَ‭ ‬واعتلينَ‭ ‬العرش‭ ‬وأدهشنَ‭ ‬الجميع‭ ‬بقوتهنَ‭ ‬وذكائهنَ‮»‬‭.. ‬هكذا‭ ‬نجحت‭ ‬4‭ ‬من‭ ‬الملكات‭ ‬الفرعونيات‭ ‬قبل‭ ‬آلاف‭ ‬السنين،‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصبحن‭ ‬ندًا‭ ‬قويًا‭ ‬للملوك‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬القيادية‭ ‬والدينية‭ ‬والدنيوية،‭ ‬فأصبحنَ‭ ‬رمزًا‭ ‬ملهمًا‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭.‬

حتشبسوت

‮«‬حتشبسوت‭ .. ‬عظيمة‭ ‬العظيمات،‭ ‬وجميلة‭ ‬الجميلات،‭ ‬الملكة‭ ‬القوية‭ ‬التي‭ ‬هزت‭ ‬الدنيا‭ ‬وغيرت‭ ‬الرياح‭ ‬فى‭ ‬اتجاهها‭ ‬وجعلت‭ ‬الجميع‭ ‬ينحنى‭ ‬إجلالاً‭ ‬وتعظيماً‭ ‬أمام‭ ‬قوتها‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬يُلقبها‭ ‬خبراء‭ ‬الآثار‭ ‬المصريين‭.‬

يقول‭ ‬عالم‭ ‬المصريات،‭ ‬حسين‭ ‬عبدالبصير،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬الجالية»‬‭ ‬عن‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭: ‬هي‭ ‬ابنة‭ ‬الملك‭ ‬تحتمس‭ ‬الأول،‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الشخصيات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭. ‬تزوجت‭ ‬من‭ ‬أخيها‭ ‬غير‭ ‬الشقيق‭ ‬تحتمس‭ ‬الثاني،‭ ‬فأصبحت‭ ‬حتشبسوت‭ ‬الوصية‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬مصر،‭ ‬والحاكم‭ ‬الفعلي‭ ‬للبلاد،‭ ‬وحكمت‭ ‬لعدة‭ ‬سنوات‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬ابن‭ ‬زوجها‭ ‬تحتمس‭ ‬الثالث‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬صغيراً‭ ‬عندما‭ ‬اعتلى‭ ‬العرش‭.‬

ويتابع‭: ‬‮«‬منعت‭ ‬التقاليد‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬المرأة‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ملكاً،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حتشبسوت‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬باعتبارها‭ ‬ابنة‭ ‬ملك‭ ‬وزوجة‭ ‬آخر،‭ ‬أنها‭ ‬ذات‭ ‬دم‭ ‬ملكي‭ ‬نقي،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬أعلنت‭ ‬نفسها‭ ‬ملكاً‭. ‬تم‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬مومياء‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬عام‭ ‬1903‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ (‬KV 60‭)‬،‭ ‬بوادي‭ ‬الملوك‭ ‬بالأقصر،‭ ‬بحسب‭ ‬وزارة‭ ‬الآثار‭ ‬المصرية‭.‬

ويوضح‭ ‬عبدالبصير‭ ‬أن‭ ‬نهاية‭ ‬حكم‭ ‬الملكة‭ ‬حتشبسوت‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الغامضة‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬تلك‭ ‬الملكة‭ ‬الظاهرة،‭ ‬ولا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬من‭ ‬الأنحاء‭ ‬انتهت‭ ‬حياتها،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬محو‭ ‬صورها‭ ‬وأسمائها‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬آثارها‭. ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬بهذا‭ ‬رجال‭ ‬الملك‭ ‬تحوتمس‭ ‬الثالث‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬حكمه،‭ ‬وليس‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬حكمه‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يُعتقد‭ ‬سابقاً‭.‬

ويشير‭ ‬عبدالبصير،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اسمها‭ ‬الكامل‭ ‬هو‭ ‬‮«‬غنمت‭- ‬آمون‭ ‬حتشبسوت‮»‬‭ ‬ويعني‭ ‬‮«‬المتحدة‭ ‬مع‭ ‬آمون،‭ ‬أفضل‭ ‬النساء‮»‬‭.‬

أحمس‭ ‬نفرتاري

وينتقل‭ ‬عبدالبصير‭ ‬بالحديث‭ ‬إلى‭ ‬الملكة‭ ‬أحمس‭ ‬نفرتاري،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنها‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬طرد‭ ‬الهكسوس‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬بجانب‭ ‬زوجها‭ ‬أحمس‭ ‬الأول،‭ ‬أول‭ ‬ملوك‭ ‬الأسرة‭ ‬الـ18؛‭ ‬فكانت‭ ‬أول‭ ‬امرأة‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬تقود‭ ‬فرقة‭ ‬عسكرية‭ ‬كاملة‭ ‬بالجيش،‭ ‬وأول‭ ‬ملكة‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬الزوجة‭ ‬الآلهة‭ ‬لآمون،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬جعلها‭ ‬من‭ ‬أعظم‭ ‬ملكات‭ ‬مصر‭ ‬الفرعونية‭.‬

عُثر‭ ‬على‭ ‬مومياء‭ ‬الملكة‭ ‬في‭ ‬تابوت‭ ‬ضخم‭ ‬من‭ ‬الخشب‭ ‬والكارتوناج‭ ‬بخبيئة‭ ‬الدير‭ ‬البحري‭ ‬غرب‭ ‬الأقصر‭ ‬عام‭ ‬1881،‭ ‬حيث‭ ‬تظهر‭ ‬ذراعاها‭ ‬واضحتين،‭ ‬وهي‭ ‬متقاطعة‭ ‬على‭ ‬الصدر،‭ ‬وتحمل‭ ‬علامة‭ ‬‮«‬العنخ‮»‬‭ ‬الهيروغليفية‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬الحياة‭.‬

تعتبر‭ ‬من‭ ‬الملكات‭ ‬اللواتي‭ ‬عشن‭ ‬وعاصرن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حكام‭ ‬مصر‭ ‬الفرعونية،‭ ‬حيث‭ ‬عاشت‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬زوجها‭ ‬أحمس‭ ‬الأول،‭ ‬وابنها‭ ‬أمنحوتب‭ ‬الأول،‭ ‬وحفيدها‭ ‬تحتمس‭ ‬الأول،‭ ‬وقدر‭ ‬علماء‭ ‬الآثار‭ ‬بأنها‭ ‬ماتت‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬السبعين‭.. ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬ألقابًا‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭: ‬‮«‬سيدة‭ ‬العطاء‮»‬،‭ ‬و»عظيمة‭ ‬الثناء‮»‬،‭ ‬و»الزوجة‭ ‬الملكية‭ ‬العظيمة‮»‬،‭ ‬و»المتحدة‭ ‬مع‭ ‬التاج‭ ‬الأبيض‮»‬‭. ‬

مريت‭ ‬آمون

وعن‭ ‬الملكة‭ ‬مريت‭ ‬آمون‭ ‬يتابع‭ ‬عالم‭ ‬المصريات‭ ‬د‭. ‬حسين‭ ‬عبدالبصير،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬خاص‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬الجالية»‬،‭ ‬موضحًا‭ ‬أنها‭ ‬ابنة‭ ‬الملك‭ ‬أحمس‭ ‬والملكة‭ ‬أحمس‭ ‬نفرتاري،‭ ‬عُثر‭ ‬على‭ ‬مومياتها‭ ‬عام‭ ‬1930‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬‮«‬TT358‮»‬‭ ‬بالدير‭ ‬البحري‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬‮«‬أحمس‭- ‬مريت‭ ‬آمون‮»‬‭ ‬ملكة‭ ‬حاكمة‭ ‬إذ‭ ‬ماتت‭ ‬شابة‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الثلاثين،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دورها‭ ‬كان‭ ‬بارزًا‭ ‬في‭ ‬عصرها‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬الزوجة‭ ‬الملكية‭ ‬العظمى‭ ‬لشقيقها‭ ‬الملك‭ ‬أمنحتب‭ ‬الأول‭ ‬بالأسرة‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬الحديثة‭ (‬1550‭ – ‬1292‭ ‬ق‭.‬م‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬تولت‭ ‬منصب‭ ‬‮«‬زوجة‭ ‬آمون‮»‬‭ ‬وراثةً‭ ‬عن‭ ‬والدتها‭ ‬الملكة‭ ‬أحمس‭ ‬نفرتاري‭.‬

المرأة‭ ‬الحديدية

ويختم‭ ‬عبد‭ ‬البصير‭ ‬حديثه‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬الجالية»‬‭ ‬بالحديث‭ ‬عن‭ ‬الملكة‭ ‬‮«‬تي‮»‬‭ ‬موضحًا‭ ‬أنها‭ ‬زوجة‭ ‬الملك‭ ‬أمنحتب‭ ‬الثالث،‭ ‬أقوى‭ ‬ملوك‭ ‬الأسرة‭ ‬الثامنة‭ ‬عشر،‭ ‬وابنة‭ ‬‮«‬يويا‮»‬‭ ‬كاهن‭ ‬الإله‭ ‬‮«‬مين‮»‬‭ ‬رب‭ ‬الخصوبة،‭ ‬وأمها‭ ‬تويا‭ ‬رئيس‭ ‬حريم‭ ‬الإله‭ ‬مين‭ ‬بأخميم،‭ ‬عثر‭ ‬على‭ ‬مومياء‭ ‬الملكة‭ ‬عام‭ ‬1898‭ ‬في‭ ‬مقبرة‭ ‬أمنحتب‭ ‬الثاني‭ (‬KV 35‭)‬،‭ ‬بوادي‭ ‬الملوك‭ ‬بالأقصر‭.‬

ويشير‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬تزوجت‭ ‬فى‭ ‬سن‭ ‬مبكر‭ ‬من‭ ‬الملك‭ ‬أمنحتب‭ ‬الثالث،‭ ‬وأنجبت‭ ‬‮«‬أمنحتب‭ ‬الرابع‮»‬،‭ ‬الملقب‭ ‬بإخناتون‭ ‬الذى‭ ‬حول‭ ‬الديانة‭ ‬الرسمية‭ ‬للدولة‭ ‬لتصبح‭ ‬عبادة‭ ‬آتون‭ ‬لي،‭ ‬عكس‭ ‬فراعنة‭ ‬مصر‭ ‬القدماء‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬آمون‭.‬

كانت‭ ‬شخصيتها‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الملكية‭ ‬التي‭ ‬عاشتها‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬الأصول‭ ‬الملكية،‭ ‬وساندت‭ ‬زوجها‭ ‬وابنها‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬المملكة‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وسياسيًا‭ ‬وكانت‭ ‬نائبة‭ ‬عن‭ ‬الملك‭ ‬فى‭ ‬الاحتفالات‭.‬

ويختم‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬لعبت‭ ‬دورًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬في‭ ‬تنصيب‭ ‬ابنها‭ ‬إخناتون،‭ ‬على‭ ‬عرش‭ ‬مصر‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬عاصمة‭ ‬جديدة‭ ‬هي‭ ‬تل‭ ‬العمارنة،‭ ‬الموجودة‭ ‬بمحافظة‭ ‬المنيا‭ ‬جنوب‭ ‬مصر‭ ‬حاليًا،‭ ‬كما‭ ‬عاصرت‭ ‬عهد‭ ‬ابنها‭ ‬الملك‭ ‬أمنحتب‭ ‬الرابع‭ ‬ولعبت‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬حكمه،‭ ‬وفي‭ ‬توجيهه‭ ‬بالحياة‭ ‬السياسية‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية؛‭ ‬بسبب‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تمتاز‭ ‬بها‭.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى