اسماء ابراهيم تكتب: النظارة السوداء

قال الله تعالي في مُحكم آياته.. “وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.”

سورة النحل الآيه ٧٨…

ربنا لما إتكلم عن مداخل المعرفة عند الإنسان ذِكر السمع والبصر والفؤاد، بنصدق اللي بنشوفه وبنؤمن باللي بنسمعه والاتنين بيتحكموا في الفؤاد المسئول عن الإحساس، افتكر كدا يوم لما سمعت كلمة جرحتك قلبك حس بأيه… أفتكر لما حضرت موقف مُؤلم قلبك حس بأيه… لما حبيت وقلبك تسارعت ضرباته لما شوفت حبيبك أو سمعت صوته.  السمع والبصر بتتحكم في المشاعر وبتوجه السلوك.

ويبقي السؤال هنا.. هل كل اللي بنشوفه حقيقي وكل اللي بنسمعه بيتصدق؟؟ ولا لازمنا نظارة سودا، هل إحنا محتاجين في حياتنا نمشي لابسين نظارة سودا تحجب عننا الهالة الزائفة اللي حوالين بعض الناس عشان نشوفهم علي حقيقتهم، ولا الدنيا حلوة ومنورة ولو عشنا لابسين النظارة السودا هنحجب عن عنينا النور ونعيش في عتمة…..؟؟!! سؤال مهم في خضم حياة قائمة علي المظاهر وبتخلينا أحياناً نحكم علي بعض بناءاً علي ماركة الهدوم أو الساعة ومنطقة السكن ونوع العربية. وأصبحنا منقسمين لفئتين الفئة الأولى تتظاهر بما لديها لتتباهي به أمام الآخرين، والفئة الثانية تتظاهر بما ليس لديها من أجل أن  تعيش ولا تشعر أنها أقل من غيرها. وقد أفضي هذا لمشاكل في مجتمعنا مثل الغارمين اللي بيكونوا ناس بسيطة جداً وبيورطوا أنفسهم بما لا يطيقوا له سعةً بس علشان المظاهر “ماكونش أقل من فُلانه أو مش زي عِلانة”

هل فعلا إحنا محتاجين النظارة السودا عشان نشوف الحقيقة قبل ما ننخدع ونجري ورا القطيع في محاولة للوصول للسراب ومظاهر فارغة ليس لها أي قيمة؟

في الأثر يقولون “كن حسن المظهر ولن تنساك العيون لكن… كُن حسن الخلق ولن تنساك القلوب”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى