مني النمر تكتب: نون النسوة … و كلمة السر بين الماضي و الحاضر

نبدأ حديثنا بالسيدة هاجر المصرية أم العرب، زوجة الخليل و أم اسماعيل أبو العرب ، أنه الإختيار الإلهي ..
إنها المرأة التى فجر الله لها عين زمزم …..
وإن دل إنما يدل على مدى رفعة قدر المرأة المصرية ومدى تشريف الله لمصر بأن تكون السيدة هاجر هى أم العرب والتى أتى من نسلها نبينا المصطفى (ص ) ..
لما تتميز به من قوة إيمان وصلابة ، وقدرتها الهائلة على تحمل أصعب المواقف والأحمال …..
وأى تكريم أفضل من هذا !!؛

و للمرأة المصرية العديد و العديد من الصور المبهرة و المشرفة على مر العصور ، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر ؛

” ملكات مصر الخالدات من حكمن أول دولة نظامية فى تاريخ البشرية ، الدولة المصرية ” الملكة ميرت نيت أول إمرأة تصل إلى حكم مصر ، حتشبسوت , نفرتيتي أيقونة الجمال ، نفرتاري أشهر ملكة فرعونية ، كيلوباترا ، شجرة الدر ….

إذا فهى الملكة و الوزيرة و القاضية من آلاف السنين …

وما زالت المرأة المصرية على مر العصور شامخة مرفوعة الرأس يباهي بها نساء العالمين !
والتاريخ المعاصر زاخر بالعظيمات من سيدات مصر ،
بداية من ثورة 19 ، والتي تعد سببا في إختيار يوم 16 مارس يوماً للمرأة المصرية ، حيث خرجت أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي تظاهرن رافعين أعلام الهلال مع الصليب ضد الإحتلال البريطاني والذي سقطت فيه أول مجموعة من الشهيدات المصريات ….
أنها إمرأة الثورات و التحديات التي لا تأبه الخطر ، أينما كان ….
و إلى وقتنا هذا فلا ننسى دورها العظيم والذي يعد الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو و التى دفعت فيها الشارع المصري بجميع فئاته إلى الميادين ، و تصدرت المشهد السياسي بقوة ، و قادت الصفوف الأولى للثورة إيماناً بدورها الكبير و الحتمى في حماية هذا الوطن ، و رفض أى تنازلات للحفاظ على الهوية المصرية ، أنها جنيات المرأة المصرية حين الاستشعار بالخطر ،
هى التي قدمت شهيد وراء شهيد ، بقوة وجلد وإيمان راسخ ….

إنها الأم و القائدة و السند مربية الأجيال ، الأكثر تأثيراً فى المجتمع ، هى الضمانة ورمانة الميزان ….
هى البطل الحقيقي و مصنع الرجال ،

إنها نون النسوة ، كلمة السر وراء كل نجاح ….
فالمجتمع المصري ملئ بالنماذج المشرفة على كافة المستويات الإجتماعية و الثقافية ، من عالمة وسياسية وطبيبة و حقوقية إلى سائقة ميكروباص ، واسطى ميكانيكي ، وسائقة تروسكيل ،
إنها امرأة بمائة رجل كما يقال عنها !

ومع كل هذا التاريخ المشرف وكل هذه النجاحات المذهلة ،
ومع كل ما يقال و يفعل للمرأة من تكريم وتمكين و …و … الخ
فمازال السبب الأول فى معظم المشاكل و الصعاب التى تواجه المرأة هو كونها إمرأة !!؟
و مهما تغيرت البيئات والمهن ، فمازالت تعاني من العنف و التحرش و الظلم و سلبها أبسط حقوقها بدعوى عدم اهليتها !!
و أى تناقض أن تتقلد المرأة أرفع المناصب وتؤتمن على أرواح الملايين ، و أن تكون على رأس التخطيط لمستقبل وطن ، والتمثيل فى أرفع المحافل الدولية و مع ذلك لا تعطى حق الولاية على نفسها أو أبنائها !!

فمازالت الرواسب الفكرية و الموروثات الثقافية و الإجتماعية هى المحركة والمؤثرة فى ردود أفعال الشارع تجاه المرأة !
و مازالت المرأة تضرب وتهان بدعوى التقويم و الإصلاح ..
نحن في زمن المتناقضات ، القول شئ و الفعل شئ آخر !

فالأهم من الإحتفال بيوم المرأة هو …
ألا نجد نساء يفترشن الأرصفة ، و يتخذن الشارع مأوى لهم ….
أن يتوقف جميع أنواع العنف ضد المرأة …
أن تجد كل امرأة الأمان والملاذ …
أن يعاملن بما يليق بهن !

و يحضرني في هذا السياق مقولة شديدة البلاغة :
” مجتمع لا تملك المرأة فيه حريتها سيظل الجميع فيه عبيد ”

” استوصوا بالنساء خيراً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى