مني النمر تكتب: الصمت …. و السلام النفسي

حكمة عظيمة قالها لقمان عليه السلام ….
إذا كان الكلام من فضة …. فالصمت من ذهب !!
هل جربت أن تنتظر قبل أن تتكلم ….. هل جربت أن تصمت قليلاً !؟

هل تعلم أن معظم الأمراض الجسدية مجرد عرض لاضطراب أو توتر نفسي !؟

الصمت عن الكلام أو بمعنى أدق الصيام عن الكلام كما وصفه الله عز وجل ليس بالجديد فقد جاء فى كل من سورة ” آل عمران _ مريم ”
والذي حدد الله فيها الصيام عن الكلام ثلاثة أيام و عدم التحدث إلا رمزاً لنبيه زكريا عليه السلام !!
لماذا ثلاثة أيام ؟
قد حدد العلماء المدة ب ثلاثة أيام لأنها الفترة الزمنية المناسبة والأكثر دقة لإعادة التوازن إلى النفس ؛

كما أثبت أنه إذا صمت الإنسان ثلاثة أيام يختزن بداخله طاقة تسمى طاقة الصمت !
تحل بها كثير من المشاكل الصحية والنفسية و قد نصح بها الكثير من العلماء على أنها وصفة طبية إلاهية !!
للتخلص من الشحنات السالبة بالنفس البشرية ومن أصدق من الله قيلا !
فصيام زكريا عليه السلام ثلاثة أيام عن الكلام كانت سبب لأصلاح مشكلة عدم الإنجاب !؛

وحديثاً قام بعض العلماء الأمريكيون بعمل إختبار وتم تسميته بتحدى الصمت !!
عبارة عن عدم التحدث لمدة ثلاثة أيام مع أى شخص ، و الهدف منها حسن التواصل مع النفس ، و أنتهاج خاصية الإنصات و الإستماع ، والتعود على الإكتفاء بالقليل من الكلام ،

سيقول البعض ليس من السهل الوصول إلى هذه المرحلة ، و ليس من السهل أن نستمع إلى حديث أو كلمات قاسية ، أو حديث مستفز ، ونصمت !!
وسوف يسخر البعض ويقول أنها فكرة غير منطقية وصعبة التنفيذ !
نعم ولكنها ليست مستحيلة و تستحق التجربة ،
وحتى نستطيع أن نصل إلى مرحلة الرد على قدر السؤال ؛
علينا البعد عن كل المهاترات التي لا جدوى منها ،
و عدم أخذ حديث البعض على محض الجد ؛
و أن نبدأ بتخصيص وقت لأنفسنا !!

حينها قد نستطيع أن نتعرف على مشاكلنا ، هواجسنا ، وأيضاً أحلامنا ؛
ألم يحدث أن أعدت ضبط برمجة حاسوبك الشخصي أو موبايلك ، حتى تحسن من سرعة الأداء ؛
كذلك نحن نحتاج من وقت إلى آخر إلى إعادة ضبط و تهيئة !؛
فليس عيبا أن تكون أنانيا ، ألا تكترث بالعالم من حولك ،

ثلاثة أيام فقط !!!
حتى لا تضيع وسط الزحام ؛ حتى تستطيع أن تجد السلام النفسي ، كن انت ؛
جدد نفسك ؛ أخرج من الزحام ، لا تكن إستنساخا لأحد غيرك ، انتهج الصمت و تحدث فقط في امورك الهامة ، هذا ليس عبثا أو ضرب من الجنون ، بل أصبحنا نحن فى عالم مجنون !!
ولتعلم أنك لست محور هذا الكون و الذي سيتدمر من صمتك ، ولكنك بالتأكيد أنت محور نفسك ، ولكى تجد نفسك ، تعمق بداخلها أعطها المساحة و الوقت كى تتعرف عليك ، تجنب كل من يشتت فكرك، و لا تستجدي الحب أو الإهتمام من أحد ،
عندها يمكن أن تكون أنت نواة لإنقاذ الآخرين ، إنها دعوة لفهم الذات ، و تقدير النفس ، و للوصول إلى السلام النفسي و الإجتماعى !

فليس كل الكلام يستحق الرد ؛
فالصمت لغة العظماء ، لغة من يعرفون قدر أنفسهم ،
ولا يضرهم رأى الجهلاء بهم ، من يعلمون جيدا أنهم لا يسؤون الى أحد ،
من يتمنون الخير لكل البشر ، و مع ذلك يساء فهمهم !!

وكم من مرة تألمنا ليس من كلمات قيلت ، بل من قائلها !

إنها محاولة لإعادة التوازن
حتى نستطيع إستكمال الحياة ….
صوموا تصحوا … حتى فى الكلام .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى