شعبان خليفة يكتب : رسالة أم الدكتورة عواطف للسادات

فى مذكراتها” صفصافة ” , تروى د. عواطف عبدالرحمن استاذ الإعلام المتفرغ الآن بجامعة القاهرة قصة اعتقالها فى سبتمبر عام 1981 .ضمن إعتقالات السادات الشهيرة التى سبقت إغتياله , و ذلك عندما صدر قرار إعتقالها ونشرت الصحف أسمها ضمن المعتقلين حيث كانت فى العاصمة الالمانية برلين تشارك فى مؤتمر ضد التميز العنصرى ” تجربتى فلسطين و جنوب أفريقيا ” و بالطبع وصلها الخبر , و نصحها الناصحون بأن لا تعود حتى لا تتعرض للضياع فى غياهب السجون لكنها رفضت وقالت ( بقائى هنا – فى برلين – هو الضياع و أفضل الذهاب إلى زنزانة الوطن فقد تكون أرحم لى وسط اهلى و ناسى من البقاء فى الغربة ).

عادت بالفعل و تم القبض عليها فى المطار و كان بصحبتها أبنها هشام الذى تسلمه والده الصحفى بالأهرام ممدوح طه و كان لوالدتها حكايات مع قصة الإعتقال من جدالها مع الضابط جمال مظلوم كان وقتها برتبة مقدم خاصة و أن كان قد حضر لإعتقال د. عواطف من منزل والدتها زاعماً أنه ومن معه أصدقاء لها يريدونها فى موضوع هام و صولاً لخطابها للسادات ..
و بعيداً عن كل هذه التفاصل تحكى د. عواطف طلب المقدم جمال مظلوم من والدة د. عواطف السيدة بهية فهمى أبوزيد كتابة اعتذار للرئيس السادات حتى ينتهى الأمر على خير و ققد رفضت الأم الطلب و قالت نعتذر عن ماذا ” نحن لم نربى ابنائنا على الإستسلام ” لكنها كتبت بدلاً من الإستسلام خطاباً أخر.

تقول د. عواطف عبدالرحمن ” أمى كانت البطلة الحقيقية فى مشهد الإعتقال , كانت فى غاية الشجاعة و إرادتها لم تنكسر و هامتها لم تنحن ابداً و دائماً يتملكها الشعور بالفخر ” و تنشر د. عواطف نص خطاب الأم بهية فهمى للرئيس السادات الذى قالت فيه ( أنا أم الدكتورة عواطف عبدالرحمن التى تم اعتقالها فى المطار و تقولون أنكم متحفظين عليها فى مكان أمين و أحب اذكركم أن خالها المهندس محمد فهمى هو الذى آواك عام 1946 و عملت لديه عتالاً لمدة سنتين هرباً من الحكم الصادر ضدكم فى قضية إغتيال أمين عثمان وهو ما تذكره دائماً فى خطاباتك , و فى حالة حرصكم على وضعها فى مكان أمين فأنا اعتبر أن المكان الأمين الوحيد هو منزلها , فأتمنى اعادتها لمنزلها المكان الأمين و أنا فى انتظار الرد ”
و بالفعل بعث السادات اثنين من رئاسة الجمهورية للسيدة بهية بمنزلها و يحملان رئاسة من جملتين ” أبنتك فى آمان و أن شاء الله سيفرج عنها قريباً الرئيس يقول لك أطمئنى “.

 

طبعاً الرئيس لم يفرج عن د. عواطف بسبب الخطاب بل تم نقلها لسجن النساء بالقناطر و عندما وصلت السجن اطلقوا عليها ” ايراد جديد” وهم يسلمونها لمسئولة السجينات السياسيين و تألمت د. عواطف لكلمة إيراد لأنها كانت تراها تخفيض لقيمتها الإنسانية و تحويلها لمجرد شىء و كانت هذه اول صداماتها من تجربة السجن اعقبها صدامات أخرى عديدة ليس هذا المقال مجال سردها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى