منى النمر تكتب: كلاكيت …. كام مرة ؟

أصبح من ضمن مراسم كل رئيس أمريكي جديد يسكن البيت الأبيض و يريد ملأ الخزانة الأميركية ، ” أن تكون على رأس أولويات أجندته المليارات السعوديه ” !!

ولتقريب الصورة أكثر فالنعود عندما تولى دولاند ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث أعلن فى بداية ولايته أن أول دولة أجنبية سيزورها ستكون المملكة العربية السعودية ،
والذي قال ” بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة ، لأننا نخسر كما هائلاً من المال للدفاع عنها ”
وقال أيضاً ” السعودية دولة ثرية و عليها أن تدفع، إذا كنا سنقوم بحمايتهم من إيران ” و قد كان !

نأتي للمشهد الحالي :
فمنذ وصول إدارة بايدن إلى السلطة كانت هناك عدد من القرارات منها :
– أوضحت الإدارة الأمريكية أن ملف حقوق الإنسان سيكون جزءًا من علاقتها مع السعودية .
– دعا بايدن إلى وقف حرب اليمن .
– أعلن بايدن وقف الولايات المتحدة دعمها لعمليات التحالف العربي الذي تقدوه السعودية .
– كما ألغى قرار سلفه الجمهوري ترامب اعتبار جماعة الحوثيين حركة إرهابية .
– وافقت إدارة بايدن على الجلوس مع الإيرانيين على طاولة المفاوضات من أجل بحث إمكانية العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ” الفزاعة الإيرانية لدول الخليج ” !!
– علقت الإدارة الأمريكية الجديدة عقد بيع أسلحة للملكة العربية السعودية و مقاتلات إف _ 35 للإمارات العربية المتحدة !!؟

لماذا الآن !؟
فقضية مقتل رجل الأعمال و الصحفي السعودي خاشقجي ليست بالجديدة وقد وقعت فى 2 أكتوبر 2018 والمؤكد بل من البديهي علم جهاز المخابرات الأمريكية ” CIA ” بجميع تفاصيل القضية ! إذا …
لأنها من ناحية تعتبر الوسيلة الأفضل ، لجمع أكبر قدر من أموال السعوديين لاستغلالها فى زيادة شعبية الرئيس الأمريكي الجديد ؛ و ملأ الخزانة الأمريكية !!

و من ناحية أخرى الضغط على السعودية للموافقة على بناء قواعد عسكرية احتياطيه حيث أفادت صحيفة ” وول ستريت جورنال ” الأمريكية بوجود خطط تتعلق بموانئ و قواعد جوية في الصحراء الغربية السعودية قد يسعى الجيش الأمريكي إلى تطويرها كمواقع لاستخدامها في حال احتدام حرب مع إيران !!

أنه أسلوب الضغط فى أكثر من إتجاه ، ولكن هذه المرة كان أكثر صعوبة عن طريق فتح قضية فى غاية الحساسية بل و تعتبر تهديد مباشر للأسرة الملكية السعودية !!

لكن بايدن سئ الحظ فقط خانه التوقيت و التقدير !! فقد اختلف الوضع عما كان منذ 4 سنوات ، حين تولى سلفه السابق ؛
و لمن لا يرى أو يعي جيدا المستجدات على الساحة العالمية ، لقد تغيرت قوانين و مفاتيح اللعبة ، وعلى أمريكا أن تعي ذلك جيدا و بأسرع وقت ،

فلا نحن العرب أصبحنا كما كنا نفزع و نهرع خوفاً و رعباً من فزاعة حقوق الإنسان و العصا الأمريكية ، ولا أصبحت أمريكا كما كانت شرطي العالم المسؤول عن إنفاذ القانون !!!
وبنظرة بسيطة نجد أنه لا يوجد تجديد أو تطوير فى الأداء الأمريكي !
بل و من الغباء السياسي إستخدام نفس الطرق ، التي حفظت عن ظهر قلب ؛
و من السذاجة أيضاً التصديق بأن من قتل و شرد ملايين الأبرياء بدم بارد فى العديد من الدول العربية تحت نفس المزاعم بدون أدنى إحساس بالذنب !!
أن ينتفض لمقتل شخص أى كان !؟
كلا : إنها المليارات السعودية !

و مع أعلان وزارة الخارجية السعودية بيان رسمي برفضها أى أمر من شأنه المساس بقيادتها و سيادتها و استقلال قضائها ، و أن التقرير الأمريكي عن قضية خاشقجي تضمن استنتاجات خاطئة و غير مبررة !!
فهل هذا الإعلان ينم عن عدم خوف المملكة من المزاعم الأمريكية !!؟

أو إنها تمتلك الورقة الرابحة عند اللزوم ، بمساندة بعض الدول الحليفة بالمنطقة !
أم ستنتصر الولايات المتحدة الامريكية فى الوصول لما تريد ؟
جميع هذه التساؤلات سوف تجيب عليها الأيام القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى