محمد الجداوي يكتب: «في حب إبراهيم جودة»

قبل بزوغ، فجر الثلاثاء، الموافق للسادس عشر من فبراير 2021، فجأة اتشح المكان بالسواد الكالح، ما عادت هناك أصوات تصدح بالمكان، ولا أضواء تتلألأ بالجوار، فـ«نور وحِس» المكان قد انطفئ وغادرنا في صمت، بلا وداع أو تلميح لرحيله الصادم.
حتى كتابة هذه السطور التي لم أكن لأتوقع سردها يومًا ما، فلم تستفيق ذاكرتي ويرتاح وجداني وتهدأ ملامحي بعيدًا عن الحُزن، فكيف ذلك وقد انتابني شعور بالآسَى، وإحساس بالإِبْتِئَاس، وكآبة يخالطها كَدَر، وغُصَّة تسكن حلقي، على فراق رجل في زمن عز فيه الرجال، وشخصية من موطني (حلوان) قلما تجدها ثابتة على أخلاقها، ومبادئها، ويسبقها عملها الخَيِر، ويتنافس في التواصل معها المتنافسون.

هذا ليس برثاء، أو تقديم واجب عزاء، فهي كلمات من القلب، بينما يطاردها العقل بين الامتثال لقضاء الله وقدره، وبين مساومة القبول ومداهمة الذكريات، فكيف لي أن أرى الغد مشرقًا، وقد غابت شمس (الحاج إبراهيم جودة)، الأخ والصديق والسند، وعلى العهد نمضي، لتبقى ذكراك بين ثنايا أعمالك الصالحات، ومواقفك الناصعات، وحواديتك المضحكات، رُزقت الجنات، فسلام إلى روحك التي تعيش فينا.. وإلى لقاء قريب «جودة حلوان».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى