أمير عبدالقادر: الأكاديميات هي “مصنع الأبطال” والاستثمار الرياضي هو مستقبل مصر

كتب / شريف الريس

يعد المهندس أمير عبدالقادر، الرئيس التنفيذي لشركة “عامر للأندية الرياضية” ونادي “بورتو إف سي”، أحد الكوادر الشابة التي تمتلك رؤية ثاقبة في مجال الاستثمار الرياضي. في هذا الحوار، يفتح قلبه ليتحدث عن الطفرة التي تشهدها مصر في هذا القطاع، وكيف تتحول الأكاديميات من مجرد أماكن للتدريب إلى مؤسسات لصناعة الأبطال الأوليمبيين.

الاستثمار الرياضي.. من “الترفيه” إلى “الاقتصاد”

س: كيف تقيّمون تجربة الاستثمار الرياضي في مصر خلال السنوات الأخيرة؟ ج: شهد الاستثمار الرياضي في مصر تحولاً جذرياً؛ حيث انتقل من كونه “نشاطاً ترفيهياً” إلى “قطاع اقتصادي واعد”. هذا التطور جاء نتيجة زيادة وعي الدولة بأهمية هذه الصناعة. اليوم، نرى أندية وشركات تُدار بأسلوب احترافي يحقق عوائد مادية ملموسة، ويساهم في الوقت ذاته في اكتشاف المواهب وصناعة الأبطال القادرين على رفع اسم مصر عالياً.

نموذج “بورتو إف سي”: التخطيط هو السر

س: ما الذي يميز تجربة شركة عامر للأندية الرياضية ونادي “بورتو إف سي”؟ ج: فلسفتنا تقوم على التخطيط طويل المدى. نحن لا نبحث عن نجاحات مؤقتة، بل نسعى لبناء منظومة متكاملة تشمل بنية تحتية عالمية وإدارة محترفة. تركيزنا الأساسي ينصب على “قطاع الناشئين”، فنحن نقدم نموذجاً مستداماً يوازن بين المنافسة الرياضية الشريفة والاستثمار الاقتصادي الناجح.

مناخ جاذب وتشريعات داعمة

س: هل ترى أن البيئة الحالية في مصر تشجع المستثمرين الجدد على دخول المجال؟ ج: بكل تأكيد، المناخ الاستثماري أصبح أكثر جذباً بفضل التشريعات الواضحة والتنظيم الدقيق. كما أن وزارة الشباب والرياضة تلعب دوراً محورياً كشريك أساسي في النجاح؛ فهي تعمل على تسهيل الإجراءات ووضع الأطر القانونية التي تحمي حقوق الأندية الخاصة وتدعم نموها.

الأكاديميات.. “مصانع” لا مجرد مراكز تدريب

س: ما هي الرؤية التي تتبعها أكاديميات أندية عامر؟ ج: نحن لا نتعامل مع الأكاديمية كمكان لقضاء الوقت، بل كـ “مصنع للأبطال”. نعتمد على المنهج العلمي في الاختيار والتدريب، ونركز على بناء اللاعب من ثلاثة جوانب: (بدنياً، نفسياً، وسلوكياً). ما يميزنا هو وجود مسار احترافي واضح للاعب؛ بحيث يعلم الصغير منذ يومه الأول أن هناك خطة لتصعيده وصولاً إلى الاحتراف.

صناعة البطل الأوليمبي: “مشروع سنوات لا صدفة بطولة”

س: هل يمكن للأكاديميات الخاصة أن تقدم لنا بطلاً أوليمبياً؟ ج: البطل الأوليمبي هو “مشروع قومي” يحتاج لسنوات من العمل والصبر. الموهبة الفطرية في مصر موجودة وبكثرة، لكنها تحتاج إلى إدارة صحيحة. صناعة البطل تبدأ من سن مبكرة جداً، ومن خلال التكامل بين الأندية والاتحادات والدولة، يمكننا استغلال الخامات البشرية المميزة لتحقيق إنجازات عالمية مستمرة.

ما وراء كرة القدم.. تنويع الاستثمار

س: هل يقتصر الاستثمار الرياضي الناجح على كرة القدم فقط؟ ج: على العكس تماماً؛ رغم أن كرة القدم هي الأكثر شعبية، إلا أن الاستثمار في الألعاب الفردية والجماعية الأخرى قد يكون أسرع في تحقيق الإنجازات وأقل تكلفة. تنويع الألعاب داخل النادي يقلل من المخاطر المالية ويزيد من القيمة التسويقية للمؤسسة، وهو الحل الأمثل لتجاوز الأزمات المالية للأندية.

الأندية الجماهيرية والاستثمارية.. تكامل لا صراع

س: كيف ترى مستقبل الأندية الجماهيرية في ظل صعود الأندية الاستثمارية؟ ج: العلاقة بينهما هي علاقة تكامل وليست صراعاً. الأندية الجماهيرية هي روح الرياضة وتاريخها، لكنها بحاجة ماسة للتطور واعتماد فكر الحوكمة والاستثمار. الأندية الاستثمارية تقدم النموذج الإداري الحديث، والتعاون بين الطرفين هو ما سيصنع طفرة حقيقية في الرياضة المصرية.

رسالة أخيرة للمستثمرين:

“الرياضة صناعة حقيقية وليست مشروعاً قصير الأجل. أنصحكم بالدراسة المتأنية والإدارة الاحترافية، فالمستقبل في مصر واعد جداً والتحول الإيجابي الذي نعيشه حالياً يبشر بمستقبل مشرق.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى