حاتم الرومي: أدعو لإطلاق مشروع عربي موحد لتوطين تكنولوجيا الطاقة

كتبت: شيرين سامي

أكد المهندس حاتم الرومي، رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات تربل إم والنائب الأول لشعبة الطاقة المتجددة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن التنمية المستدامة تمثل المدخل الحقيقي لحماية حقوق الأجيال القادمة، مشيراً إلى أن العالم العربي يمتلك تاريخاً حضارياً عريقاً كان في وقت من الأوقات منارة العالم بينما كانت أوروبا تعيش عصور الظلام.

جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الخامس عشر للتنمية المستدامة والبيئة، والذى عقد تحت مظلة جامعة الدول العربية فى الفترة من ٧ _ ١٠ ديسمبر، حيث استهل الرومي حديثه بتوجيه التحية للجامعة وأمينها العام، وللدكتور أشرف منصور أمين عام الاتحاد العربي للبيئة والتنمية المستدامة، ولجميع أعضاء الاتحاد، مؤكداً أن هذا التجمع العربي يمثل منصة مهمة لصياغة رؤية مشتركة لمستقبل الأمة.

الأمانة ومسؤولية الموارد

وأوضح الرومي أن مفهوم التنمية المستدامة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمانة التي حملها الإنسان، مستشهداً بقوله تعالى:
﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ… ﴾، مبيناً أن حفظ الموارد الطبيعية وعدم استنزافها هو جوهر هذه الأمانة، وأن الموارد التي نملكها ليست ملكاً لجيل واحد بل شراكة بين الماضي والحاضر والمستقبل.

قفزات عربية في الطاقة المتجددة.. ونقص في توطين التكنولوجيا

وأشار الرومي إلى أن الدول العربية حققت خلال الأعوام الأخيرة تقدماً كبيراً في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بينما لا يزال التفاعل محدوداً في مجالات أخرى مثل الطاقة الحرارية الجوفية وطاقة الأمواج والمد والجزر.
وأكد أن العالم العربي ما يزال «أكبر مستهلك» لمكونات وتكنولوجيات الطاقة المتجددة القادمة من الخارج، رغم امتلاكه للخبرات والعقول القادرة على الصناعة والابتكار، مشدداً: “نحن بحاجة إلى إرادة وتنسيق، وليس إلى قدرات مفقودة.”

دعوة لتوحيد المراكز البحثية والصناعات العربية

ودعا الرومي إلى إطلاق مشروع عربي موحد يجمع الجامعات والمراكز البحثية واتحادات الصناعات، لتوطين تكنولوجيا الطاقة وتحقيق تكامل صناعي عربي، مؤكداً أن حلول الغرب – مهما كانت متقدمة – تظل غير قادرة على فهم طبيعة التحديات في المنطقة العربية بالقدر الذي يفهمه أبناؤها.
وقال إن امتلاك الفنيين والمهندسين العرب للخبرة في تشغيل وصيانة وتطوير مشروعات الطاقة المتجددة أصبح ضرورة وطنية لضمان الاستقلال المعرفي والتكنولوجي.

تجربة عملية لتعمير الصحراء

وكشف الرومي عن تحقيق جزء من حلمه عبر مشروع متكامل لتعمير وزراعة الصحراء، يعتمد على المياه الجوفية والطاقة المتجددة لإنتاج الغذاء والطاقة بشكل ذاتي، بالتعاون مع جامعات عربية وأجنبية.
وأكد أنه يسعى لتطوير هذا المشروع بأيدٍ عربية خالصة، ويفتح أبوابه للباحثين والطلاب من مختلف الدول العربية، بهدف خلق بيئة حقيقية للبحث العلمي التطبيقي الذي يخدم الاقتصاد القومي ويحافظ على العلماء من الهجرة.

واختتم المهندس حاتم الرومي كلمته قائلاً: “أحلامي ليست شخصية… بل هي أحلام كل عربي يحلم بنهضة أمته. وتقدم بالشكر لجامعة الدول العربية على هذه الفرصة، قائلا: “أؤمن أن المستقبل يبدأ من هنا.”






مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى