هاني تمّام يوجه نصيحة للناخبين: الصوت أمانة… ومن باعه خان الأمانة ونقص إيمانه

كتب: محمد الجداوي
أكد الدكتور هاني تمّام، أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، أن ما يقدّره الله للإنسان من قضاء حاجة على يد غيره هو نعمة عظيمة يسوقها الله دون أن يشعر، مشيرًا إلى أن هذا المعنى يذكّر بأهمية الأمانة والمسؤولية في كل تعامل بين الناس.
وضرب الدكتور تمّام، خلال حلقة برنامج “مع الناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الاثنين، مثالًا بجنازة الدكتور أحمد عمر هاشم رحمه الله، التي شهدت حضورًا واسعًا رغم عدم تولّيه أي منصب وقت وفاته، معتبرًا أن ازدحام الأزهر والطرقات حوله يومها دليل على محبة الناس، وأن “الجنائز هي المعيار الحقيقي”، كما قال الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد الدكتور هاني أن رسالة مهمة يجب أن تصل لكل ناخب، وهي أن صوته أمانة سيسأل عنها أمام الله، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ»، وقوله سبحانه: «سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ».
وأضاف أن المرشح بدوره مطالب بتقوى الله في الناس، لأن المسؤولية تكليف وليست تشريفًا.
وأشار الدكتور تمّام إلى أن صوت الناخب شهادة شرعية لا يجوز أن تكون باطلة، مستشهدًا بقول النبي ﷺ حين سُئل عن الشهادة: «أترى الشمس؟ قال: نعم. قال: على مثلها فاشهد». وأوضح أنه لا يجوز أن يُعطى الصوت لمن لا يستحق أو لمن يشتريه بالمال، لأن ذلك خيانة للأمانة، والنبي ﷺ يقول: «لا إيمان لمن لا أمانة له».
وأضاف أن الناخب مطالب ببذل الجهد لمعرفة الأصلح، وأن يتحرى بصدق قبل أن يعطي صوته، لأن التفريط في هذا الواجب يجعله خائنًا للأمانة.
وأكد أن الاحتياج أو الفقر لا يبرران بيع الصوت أو أخذ الرشوة، فهذه ليست أعذارًا تسقط المسؤولية.
واستشهد الدكتور هاني بالهجرة النبوية، حيث أبقى النبي ﷺ سيدنا عليًّا في فراشه ليردّ الأمانات لأهل مكة، رغم أنهم كانوا يؤذونه ويحاولون قتله، ومع ذلك لم يخن أماناتهم، لأن النبي ﷺ كان يُلقب بالصادق الأمين، حتى من أعدائه، كما ذكّر بقصة مفتاح الكعبة حين ردّه النبي ﷺ إلى بني شيبة تنفيذًا لأمر الله: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا».
وأكد الدكتور هاني تمام، على أن كل صوت يوضع في صندوق الانتخابات هو أمانة بين يدي الله، وأن أداء الأمانة هو مقياس الإيمان، ومن فرّط فيها فإنما يفرّط في دينه قبل وطنه.



