روچينا فتح الله تكتب: المرأة المصرية.. صوت الإرادة في صناديق الانتخابات
تثبت المرأة المصرية، في كل استحقاق انتخابي، أنها شريك أصيل في بناء الوطن، وليست مجرد مشاركة رمزية. في انتخابات مجلس النواب 2025، تقدّمت الصفوف مرة أخرى، لتؤكد أن صوتها هو صوت الوعي والمسؤولية والإرادة.
منذ الساعات الأولى لفتح اللجان، رصدنا مشاهد مشرفة لسيدات من مختلف الأعمار والمستويات الاجتماعية، حرصن على التواجد أمام المقار الانتخابية، بعضهن يحملن أطفالهن، وأخريات من كبار السن يأتين على مقاعد متحركة أو بمساعدة أبنائهن، فقط ليقلن كلمتهن في صناديق الاقتراع.
مشاهد تعكس وعيًا وطنيًا فريدًا، وإيمانًا عميقًا بأن المشاركة السياسية ليست حقًا فحسب، بل واجب ومسؤولية تجاه الوطن.
لقد أصبحت المرأة المصرية اليوم أكثر وعيًا بحقوقها السياسية، وأكثر حرصًا على أن يكون لها دور مؤثر في رسم السياسات العامة وصناعة القرار.
ولعل هذا الحضور القوي يعبّر عن تحول حقيقي في الوعي الجمعي للمرأة، التي لم تعد تكتفي بالمشاهدة، بل تصنع المشهد بنفسها.
وليس خافيًا أن الدولة المصرية في السنوات الأخيرة أولت اهتمامًا كبيرًا بتمكين المرأة، سواء عبر القوانين الداعمة لمشاركتها السياسية، أو من خلال التمثيل البرلماني غير المسبوق الذي حققته في الدورات الماضية، ما ساهم في تعزيز الثقة بقدرتها على التأثير والمشاركة الفاعلة.
إن مشاركة المرأة اليوم في الانتخابات ليست مجرد أداء واجب انتخابي، بل رسالة قوة تقول فيها المرأة المصرية للعالم:
“أنا هنا.. أصوّت.. أشارك.. وأصنع المستقبل.”
المرأة كانت دائمًا ضمير الوطن وصوته العاقل، وستظل — ما دام في مصر انتخابات وحياة ديمقراطية — في مقدمة الصفوف، تحفظ التوازن، وتدعم الاستقرار، وتؤكد أن بناء الوطن لا يكتمل إلا بصوتها ووجودها.



