الفن والسياسة يلتقيان في نيويورك.. راما دوجي السر الهادئ في حملة زهران ممداني

قبل يوم واحد فقط من انتخابات عمدة نيويورك المقررة الثلاثاء 4 نوفمبر 2025، تتجه الأنظار نحو امرأة تلعب دورًا خفيًا لكنه مؤثر في الحملة الانتخابية لزهران ممداني، المرشح الديمقراطي الأوفر حظًا. إنها راما دوجي، الفنانة السورية الأمريكية التي اختارت أن تظل بعيدة عن الأضواء، لكنها في الكواليس تؤدي دورًا لا يقل أهمية عن صخب المنصات السياسية.
راما دوجي، ذات الأصل السوري، وُلدت في مدينة هيوستن الأمريكية حسب شبكة رؤية الإخبارية، وعاشت طفولتها في دبي منذ سن التاسعة. درست الفنون في جامعة فرجينيا كومونولث، ثم حصلت على درجة الماجستير في الفن التصويري من مدرسة الفنون البصرية في نيويورك.
أعمالها الفنية تحمل بصمة واضحة؛ إذ تُركز على قضايا المرأة الشرق أوسطية والفلسطينيين، وقد عُرضت أعمالها في منصات عالمية مثل Vogue وThe New Yorker وBBC وThe Cut.
رغم أنها لم تشارك علنًا في حملات زوجها، ولم تظهر في مقابلات إعلامية أو ملفات صحفية مشتركة، فإن تأثيرها بدا واضحًا، فهي التي ساعدت في تصميم هوية الحملة البصرية، من اختيار الألوان والخطوط التي تعبّر عن نيويورك الصاخبة والمتنوعة: البرتقالي المستوحى من بطاقات المترو، والأزرق الخاص بفريق “نيويورك متس”، ودرجات الأحمر الناري التي ترمز للطاقة والجرأة.
كما أسهمت دوجي في تطوير الحضور الرقمي للحملة واستراتيجيات التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى حضورها في اللحظات الحاسمة بجانب ممداني خلال التصويت والخطاب الانتخابي، وحتى ظهوره في البرامج الكبرى مثل The Daily Show.
تعرفت راما دوجي إلى زهران ممداني عبر تطبيق المواعدة Hinge عام 2021، حين كان ممداني قد انتُخب حديثًا لعضوية الجمعية التشريعية في نيويورك. تطورت العلاقة سريعًا، وأعلنا خطبتهما في أكتوبر 2024، قبل أن يتزوجا رسميًا في فبراير 2025 في مكتب كاتب المدينة بمانهاتن.
فن دوجي يعكس مواقفها السياسية بوضوح، خصوصًا تجاه القضية الفلسطينية وحقوق النساء في الشرق الأوسط. هذه المواقف تتقاطع مع توجهات ممداني السياسية، لكنها تحتفظ بخطابها المستقل، ما جعلها تبدو كصوت فني وسياسي موازٍ لا تابع.
إذا فاز ممداني، فسيكون أول مسلم وأصغر من يتولى منصب عمدة نيويورك منذ قرن، فيما ستصبح دوجي أول فنانة من جيل زد تحمل لقب “السيدة الأولى للمدينة”.
ورغم تحفظها الإعلامي، يرى مراقبون أن راما دوجي قد تكون وجهاً جديدًا لدور الشريك السياسي العصري: فنانة لا تخطب على المنصات، لكنها تُعيد رسم صورة العائلة السياسية بلغة الفن والاستقلال.
				
					
					


