هل تحول سد النهضة لقنبلة مائية تشبه النووية في تأثيرها؟

كتب/ محمد عبد المعز 

نهر النيل العظيم لايزال يجري إلى مصر منذ 7 ألاف سنة وعلى ضفافه نشأت الحضارة المصرية القديمة الفرعونية والتي كانت أول دولة مركزية في التاريخ لها حكومة وجيش قوي وحدود معروفة ووصلت حدود الدولة الفرعونية المصرية القديمة إلى الجندل الثالث على النيل الأزرق في أثيوبيا وامتدت شرقا في أسيا وغربا في ليبيا قديما.

ولاستمرار جريان النيل نشأت الحضارة الإنسانية العظيمة التي صدرت العلوم المختلفة إلى العالم سواء في مجال الطب أو الفلك أو النقل وكانت سلة غذائية للعالم في أوقات الجفاف ومصر أمنة إلى يوم القيامة بقول الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

“ادخلوا مصر إن شاء الله آمنيين”  الآية 99 سورة يوسف

صدق الله العظيم

وساعدت مصر في عهد الرئيس المصري الراحل رحمه الله عليه جمال عبد الناصر معظم الدول الأفريقية من التحرر الاستعماري كما عملت مصر على نقل الخبرات العلمية والاقتصادية إلى مختلف الدول الأفريقية وكذلك المساعدات المختلفة في مجالات التعليم والصحة وتقوم مصر بدورها المعهود منذ سبعة ألاف سنة في نشر النور والخير لمختلف دول العالم وهو دور شائه الله تعالى وقدره لمصر.

الدكتور عباس شراقي الخبير المائي والجيولجي

تعيش دول حوض النيل بالوقت الحالي أزمة كبرى وهي التشغيل الأحادى لسد النهضة بواسطة رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد الذي يستهدف تخزين 64 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق الذي تبلغ كميته 75 مليار متر مكعب مياه تذهب لمصر والسودان وخالف أبي أحمد اتفاقية المبادئ المبرمة مع مصر والسودان عام 2015 التي تنص على ضرورة موافقة الدول الثلاثة على التشغيل وقام أبي أحمد بالتشغيل المنفرد للسد في سبتمبر مما تسبب في أضرار كبيرة لدولة السودان الشقيقة الآن.

وبسؤال الدكتور عباس شراقي الخبير المائي والجيولجي عن الأضرار الواقعة للسودان نتيجة الفيضان المفاجئ القادم من أثيوبيا على السودان بسبب التخزين الزائد عن الحد في بحيرة سد النهضة قال في تصريحات خاصة للجالية العربية بإن مايقع يكون خطر كبير للسودان بمجئ فيضان كبير وهو ليس وقت فيضان نحن في نهاية الموسم ومن المفترض ألا يأتي فيضان لوجود سد النهضة وهي إحدى وظائف سد النهضة وفوائده على السودان عدم وجود فيضان ومنع الفيضانات حتي الفيضان المعتاد للنيل الأزرق من المفترض أن يمنعه سد النهضة في أغسطس لكن أن يحدث في نهاية سبتمبر يسبب ضرر للسودان لأنه جاء في وقت غير وقته واعتادت السودان عندما يأتي الفيضان في أغسطس كانت تستعد السودان بزراعة الري الفيضي والأرض تكون جاهزة وتغرق المياه الأرض والتربة ويحدث ذلك مره واحدة في السنة.

لكن بالوقت الحالي موسم الزراعة انتهى في السودان والفيضان الأثيوبي قادم بوقت لا يوجد به زراعة فإذا زرع السودانيون ستغرق مياه الفيضان القادمة الأراضي الزراعية وتتلفها ولو استمر الفيضان لفترة أطول ستكون الأضرار أشد على السودان والفيضان حدث منذ خمسة أيام بمقدار 750 مليون متر مكعب مياه من يوم الافتتاح لحد الآن المصرف من سد النهضة يسبب ضرر كبير للسودان.

وعندما توقفت توربينات توليد الكهرباء بسد النهضة كان يجب على إدارة السد عدم ملئه بهذا الشكل فلماذا قامت إدارة سد النهضة بالملء والتوربينات لا تعمل؟! فكان من المفترض عدم الملء مع عطل التوربينات أو يقوم بالملء التدريجي لتفادي الأزمة الحالية لأن بحيرة سد النهضة ممتلئة من العام الماضي فاكن يجب ان يسحب من مياه البحيرة وتعمل التوربينات وكان يتبقى بالبحيرة نصفها ويملء بعدها لكن ماحدث عندما جاء شهر يوليو كانت البحيرة ممتلئة بالمياه والتوربينات معطلة فكان يجب على أثيوبيا تصريف المياه قبل موسم الفيضان.

ولم تقم أثيوبيا بفتح بوابات تصريف المياه حتى لايظهر كذب الحكومة الأثيوبية على شعبها حول تعطل توربينات توليد الكهرباء وهي الغرض الأساسي من بناء السد وكذبت الحكومة الأثيوبية على الشعب طوال الفترة الماضية بإن التوربينات تعمل وتسحب المياه من بحيرة السد وما حدث هو العكس فقد جاءت الأمطار الجديدة والبحيرة ممتلئة وامتلءت عن أخرها وفاضت من فوق السد وفتحوا أربع بوابات لتصريف المياه لأن التوربينات لا تعمل والأمطار مستمرة بالوقت الحالي والمقدرة ب300 مليون متر مكعب مياه.

لكن ما يخرج 750 مليون متر مكعب مياه ويحصل على 450 مليون متر مكعب من المياه من مخزون بحيرة السد وهو زوده عن أخره لتخرج المياه من أعلى السد فيجب تخفيض ذلك المخزون ويجب تخفيضه ب4 مليار متر مكعب مياه وإذا خفض منه 450 مليون متر مكعب مياه في اليوم نحتاج أسبوع لتقليل تلك الكمبة المطلوبة وخلال يومين سيقل 750 مليون متر مكعب مياه لو استمر الملء في سد النهضة بتلك الصورة سيكون الضرر شديد على السد الروصيرص بالسودان.

وهو سد صغير ويخزن 7 مليار متر مكعب من المياه ويقع سد الروصيرص بعد سد النهضة مباشرة وتعدى منسوب مياه فيضان النيل الأزرق 60 أو 70 سم ومعناها غرق أراضي في السودان وهي خسائر وكل ما استمر ذلك الفيضان هناك أراضي جديدة ستغرق.

ولذلك أصدرت وزارة الري والزراعة السودانية تحذير للمواطنيين منذ أسبوع بضرورة الابتعاد على الأراضي على ضفتي النهر وإزالة أي شئ للمواطنيين من حيوانات أو ماشية حتى لا تغرق بمناطق أخرى بعيدة عن الأنهار لأن السدود صغيرة بالسودان أما بالنسبة لمصر فالسد العالي يستوعب أي كمية حتى لو تعديت المليار متر مكعب مياه وبالفعل كنا نستوعب من بداية شهر سبتمبر كميات شبيه وليس من سد النهضة لكن كانت السودان هي من تقوم بالتفريغ وما يأتي من سد النهضة نفس الكمية التي تأتي اليوم والفيضان بدأ من أول شهر سبتمبر وليس الأسبوع الحالي لكن لا نشعر به بسبب السد العالي وليس جديد على السد العالي استقبال كميات من المياه التي ستصل مصر بعد اسبوع أو عشرة أيام من سد النهضة  وكانت السودان فتحت بوابات سدودها لتفريغ المياه لاعتقاد امتلاء بحيرة سد النهضة بالمياه مع قدوم الأمطار وكانت التوقعات ان تهطل الأمطار بكمية 300 مليون متر مكعب مياه أو 400 مليون متر مكعب مياه ولم يتوقعوا أن تكون 750 مليون متر مكعب مياه ولايوجد تأثير على السد العالي مما يجري.

وعن تعطل التوربينات في سد النهضة أضاف الدكتور عباس بإنه لم يكن متعمد من الجانب الأثيوبي لكنه عطل فني غير مقصود والتركيب الفني للتوربينات لم يكتمل وتأجل للافتتاح وعند الافتتاح التوربينات لم تكن جاهزة وكان من المفترض تأجيل الافتتاح لكن ما حدث كان قرار سياسي.

وكذبوا على الشعب الأثيوبي بالاحتفال بأن السد انتهي ومستعد للتشغيل يوم 9 سبتمبر الماضي والمياه عبرت من فوق السد للاحتفال بينما تقوم اثيوبيا بتفريغ المياه من بوابات السد وهي مخارج طوارئ وتعجب الدكتور من الموقف الأثيوبي بإن بحيرة السد ممتلئة والتوربينات معطلة وتهطل الأمطار فكان يجب ان تفتح أثيوبيا لتصريف المياه تدريجيا لتفادي التسبب في أضرار لسودان وهي أخطاء وقعت بها أثيوبيا ويحاولون إصلاحها ولو استمر هذا الوضع أكثر من أسبوع سيكون هناك خطر كبير على السودان وخاصة سد الروصيرص ويعتقد الدكتور عباس أن الكميه المنصرفة من سد النهضة ستنخفض لل300 مليون متر مكعب مياه وهي الكمية المعتادة التي تأتي والشهر القادم سيكون 300 مليون و250 مليون وبعدها 200 مليون ومن المفترض أنها تقل لكن حاليا يمر 300 مليون وهي كمية الامطار وعليهم 450 مليون من مخزون بحيرة سد النهضة وذلك ما يضاعف المشكلة الحالية.

وحالة انهيار سد النهضة بسبب طبيعتها الزلزالية قال الدكتورة بإنه يشبه يوم القيامة على السودان لأنه سيؤدي لقدوم فيضان  وحالة انهيار السد لأي سبب أو قيام أثيوبيا بفتح البوابات بإرادتها وأصبح سد النهضة حاليا سلاح في يد أثيوبيا لتوجيه قنبلتها المائية ضد السودان وحالة وجود خلاف سياسي بين أثيوبيا والسودان وهناك حرب لن تخرج أثيوبيا دبابة او طائرة ستفتح البوابات فقط وسعة سد النهضة 64 مليار متر مكعب مياه وهو ما يشبه القنبلة النووية في التأثير.

وأصبحت أثيوبيا تمتلك تفوق عسكري كبير مقارنة بالسودان دون أن تطلق رصاصة واحدة وأضاف الدكتور أن القارة الأفريقية تعيش القلق بسبب مليار إلا ربع متر مكعب مياه صرفتهم أثيوبيا بشكل مفاجئ وإذا فرغت 64 مليار متر مكعب مياه سيكون يوم القيامة.

أما مصر فلديها فرصة فال64 مليار سيصلوا مصر بعد أسبوع وإذا كان السد العالي منسوبه منخفض ستأتي المياه وتتخزن وإذا كان منسوبه عالي سنصرف المياه ونفرغ بحيرة السد العالي في مفيض توشكا ونفتح السد لتصريف المياه في الدلتا والبحر المتوسط أما السودان لا يمتلك فرصة لمواجهة تلك الكارثة حالة حدوثها وهو المتضرر الأكبر والسد العالي حمى مصر من ازمة الفقر المائي بسبب التخزينات في البحيرة التي نسحب منها حالة وجود نقص في كميات المياه القادمة من أثيوبيا والمواطن لم يشعر بشئ وحاولونا زيادة التخزينات في سد العالي بإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والترع وغيره بتكاليف أكثر من 500 مليار جنيه.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى