بورسعيد تكرم ابنها البار رائد إعلام الدولة الاستاذ إبراهيم الصياد

كتب / صموئيل نبيل اديب

في احتفالية وطنية مهيبة تزامنت مع احتفالات “عيد النصر”، كرم اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، القامة الإعلامية الكبيرة الأستاذ إبراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالهيئة الوطنية للإعلام ، وذلك في ختام مسابقة “مواهب أرض بورسعيد”.، و قد جاء هذا التكريم تقديراً لدوره الرائد كأحد أبرز أبناء “المدينة الباسلة” الذين سطروا تاريخاً مهنياً مشرفاً في سجلات الإعلام المصري والعربي.

مسيرة ذهبية من ميكروفون بورسعيد إلى قمة ماسبيرو

يُعد الإعلامي إبراهيم الصياد رمزاً من رموز مدرسة “ماسبيرو” العريقة؛ حيث بدأت علاقته بالإعلام من قلب مسقط رأسه بورسعيد، وتحديداً عبر “إذاعة بورسعيد المحلية” التي صقلت موهبته. انتقل بعدها إلى التلفزيون المصري ليتدرج في المناصب بفضل مهنيته العالية، وصولاً إلى منصب رئيس قطاع الأخبار.
وقد شهدت فترة توليه رئاسة القطاع (2011-2013) أحداثاً جساماً في تاريخ مصر الحديث؛ حيث عُرف عنه تمسكه بالثوابت الوطنية وإدارة الأزمات الإخبارية بحنكة استثنائية، محافظاً على كيان إعلام الدولة كصوت متزن وسط أمواج المتغيرات السياسية العاتية.

صانع المحتوى السياسي ومعلم الأجيال

ولم تقتصر مسيرة ” ابراهيم الصياد” على الإدارة، بل كان صانعاً للمحتوى السياسي الرفيع ومحاوراً من طراز فريد، شارك في إعداد وصياغة التغطيات الإخبارية لأهم الأحداث العالمية من قلب “ماسبيرو” لأكثر من اربعة عقود، حاور خلالها كبار صناع القرار ورؤساء الدول.
كما يُسجل له التاريخ المهني دوره الأكاديمي والتدريبي البارز حيث ساهم في وضع المناهج التدريبية بمعهد الإذاعة والتلفزيون، وأشرف على تطوير النشرات الإخبارية لتواكب المعايير العالمية، تاركاً بصمة تعليمية في وجدان أجيال من الإعلاميين والمذيعين والمراسلين الذين تخرجوا على يديه وتأثروا بمدرسته التي تدمج بين الالتزام الأخلاقي والاحترافية التقنية.

إشادة بالنماذج الواعدة

من جانبه، أعرب الأستاذ إبراهيم الصياد عن فخره بهذا التكريم الذي جاء من “المحافظ الخلوق” اللواء محب حبشي، مشيداً بالجهود المبذولة في مسابقة مواهب بورسعيد، ومؤكداً أن “المدينة الباسلة” مستمرة في تقديم نماذج واعدة في الفنون والآداب والإعلام تليق بعظمة تاريخها ومستقبلها.

تكريمات متعددة و حضور كثيف

​وشهدت المنصة لحظات وفاء استثنائية بتكريم قمم فنية شكلت وجدان الثقافة المصرية، حيث احتفى المحافظ بالمخرج الكبير سمير العصفوري، أحد أعمدة المسرح المصري وصاحب البصمات الخالدة في تاريخ الفن. كما شمل التكريم رائد الخط العربي الفنان القدير مسعد خضير البورسعيدي، شيخ الخطاطين الذي طوع الحرف العربي وحوله إلى أيقونة بصرية عالمية انطلقت من قلب بورسعيد، بجانب الفنان القدير عبد السلام الدهشان، الذي يعد وجهاً مشرفاً للإبداع البورسعيدي الأصيل

كما حضر الحفل ابناء بورسعيد البارزين مثل الشاعر الكبير طلعت العسيلي و المهندس محمد منير

بورسعيد.. قلعة الصمود ومنبع القوى الناعمة

وعن مدينة بورسعيد التي احتضنت التكريم، فهي المدينة التي لا تكتفي بكونها “حارسة القناة” وشاهدة على دحر العدوان، بل هي مدرسة الوطنية التي علمت أبناءها الصمود والتمسك بالأمل خلال سنوات التهجير والحرب. وتأتي هذه الاحتفالية لتؤكد أن بورسعيد، كما كانت دوماً مقبرة للغزاة، هي أيضاً منبع لا ينضب للمبدعين والمواهب الذين يشكلون القوى الناعمة الحقيقية لمصر في كافة الميادين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى