الدكتور شوقي علام: القرآن الكريم قدّم التاريخ للعبرة لا للتسلية

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن التراث التاريخي الذي قدمه العلماء السابقون والقصص الواردة في القرآن الكريم تحمل دروسًا وعِبرًا بالغة الأهمية للمسلمين على مر العصور، مشيرًا إلى أن القرآن لم يذكر نماذج من حياة البشر عبثًا، بل لتكون عبرة للمؤمنين، سواء لتجنب الأخطاء أو لتأكيد المواقف الصائبة.
وأوضح خلال حلقة برنامج “بيان للناس”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن القرآن الكريم قطعي الثبوت ويقيني النسبة إلى سيدنا رسول الله ﷺ والوحي الشريف، وبالتالي فإن الأحداث التي ذكرها القرآن قد وقعت بالفعل وبتفاصيلها، دون تضخيم أو تقليل، بخلاف ما قد يحدث في بعض الكتابات التاريخية التي قد تتأثر بثقافة المنتصر أو رؤية المؤرخ.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق أن المسلم عند قراءة التاريخ يقف أمامه وقفة متأنية؛ أولاً من الناحية التوثيقية ليتأكد من حدوثه، ثم يستخلص منه العبرة والعظة، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ﴾.
وبيّن أن بعض الأحداث التاريخية لا يترتب عليها حكم شرعي، بينما هناك أحداث ينبني عليها أحكام، وقد بحث علماء أصول الفقه هذه المسألة وقرروا أن ما أوحي إلى الرسل السابقين يخرج من مشكاة واحدة، فإذا ورد في شرعنا ما يؤيده صار حكمًا شرعيًا لنا، وهو ما يُعرف عند العلماء بقاعدة “شرع من قبلنا شرع لنا”.
وأكد الدكتور شوقي علام، على أن المسلمين ليسوا في صراع مع التاريخ، بل هم أحق به ما دام مفيدًا ومعينًا على صلاح حياتهم، داعيًا إلى التعامل مع التراث بروح واعية تستلهم منه العبرة لا مجرد الحكاية.