د ياسمين أسماعيل تكتب: إلى مريم حجازي: صديقتي الأجمل قلبًا والأصدق روحًا. كيف تختار الصديق الوفي؟

في عالم امتلأ بالعلاقات السطحية والمصالح المؤقتة، أصبحت الصداقة الحقيقية عملة نادرة لا نجدها بسهولة. ولأن الله أهداني مريم، صديقة وفيّة صادقة لا تعرف التمثيل ولا الزيف، شعرت أني أمتلك كنزًا لا يقدّر بثمن. كنتِ دائمًا إلى جواري في لحظات الفرح والحزن، لم تتخلّي عني يومًا، ولم تسمحي لأي شيء أن يفسد صداقتنا. أنتِ الصديقة التي تستحق لقب الصديق الوفي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

الصديق الوفي هو من يسأل عنا دون انتظار مقابل، ويتفقدنا في غيابنا، ويقف معنا حين يبتعد الجميع. هو من يسامح ويعذر، ولا يحمل في قلبه ضغينة، بل يمد يده ليصلح ما قد يعكر صفو العلاقة.

 

 

ولكن كيف نختار الصديق الوفي في هذا الزمن؟

اختر من يشبهك في القيم والمبادئ، لأن الاختلاف الجوهري في الأخلاق قد يهدم أي علاقة مهما كانت قوية.

ابحث عن الصديق الذي يحفظ أسرارك ويصونها، ولا يجعلها يومًا سلاحًا ضدك مهما حدث.

راقب من يتذكرك وقت شدتك قبل فرحك، لأن الصديق الحقيقي يظهر في أصعب اللحظات.

تأكد أن الصديق الصالح يقوي علاقتك بالله ويشجعك على الخير، فالصداقة الصادقة طريق لصلاح النفس لا لفسادها.

لا تنخدع بالمظاهر أو الكلام الجميل وحده؛ فالصدق في المواقف أهم من آلاف الكلمات.

الصديق الوفي هو من يعتذر إذا أخطأ، ويقدّر اعتذارك إذا أخطأت أنت، ويضع محبتكما فوق الكبرياء.

واختر من يضيف لحياتك قيمة حقيقية، ويشاركك طموحاتك ويساعدك على تحقيقها، لا من يحبطك أو يقلل منك.

قيّم المواقف لا الكلام: لا تعتمد على الوعود الجميلة أو الكلمات المعسولة فقط، بل راقب كيف يتصرف الشخص وقت الأزمات والضغوط، فهنا يظهر معدن الصديق الحقيقي.

لاحظ ردود فعله على نجاحك: الصديق الحقيقي يفرح بنجاحاتك من قلبه، ولا يشعر بالغيرة أو الحقد، بل يشجعك ويفتخر بك.

يا مريم، وجودك بجانبي علمني أن الصداقة رزق عظيم ونعمة لا يشعر بقيمتها إلا من وجد قلبًا نقيًا مثلك. شكرًا لأنكِ منحتِني أمان الصداقة ودفء الوفاء، ولأنكِ كنتِ دائمًا مثالًا للصديقة التي تدعم وتساند وتشجع هي الصديقة التي فرحت من قلبها لنجاحي، وشاركتني الحماس وكأن إنجازي إنجاز لها. عندما أخبرتها عن أهدافي وطموحاتي، شجعتني بكلمات صادقة، وساعدتني بأفكارها وخبرتها، ولم تقلل يومًا من قدراتي أو تحبطني.

كانت بجانبي في لحظات الفشل قبل النجاح، احتضنت حزني، ودفعتني للنهوض من جديد. لم تضع نفسها في مقارنة معي أبدًا، ولم تحسدني على ما وصلتُ إليه، بل رأت سعادتي جزءًا من سعادتها، الصديقة لم تعرف الغيرة يومًا؛ لأنها واثقة بنفسها ومليئة بالحب الصادق. وجودها في حياتي كان طمأنينة ودعمًا لا ينتهي.

ومهما كبرت بنا الأيام، ومهما أبعدتنا الظروف، ستظلين في قلبي صديقتي الأجمل والأوفى، وأسأل الله أن يحفظك لي ويجمعنا على الخير دائمًا.

بقلب صديقة الوجه الواحد فقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى