أستاذ علوم سياسية: ترامب ينظر للنظام العالمي باعتباره عبئًا اقتصاديًا على أمريكا

محمد الجداوي

قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينظر إلى النظام العالمي الحالي باعتباره عبئًا اقتصاديًا على الولايات المتحدة، معتبرًا أن الدول الأخرى استغلت هذا النظام العالمي لتحقيق مكاسب على حساب واشنطن، وهو ما يدفع ترامب إلى المطالبة بـ”نهاية العولمة” بشكلها التقليدي.

وأشار “كمال” خلال لقاء خاص مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “المشهد” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء الأربعاء، إلى أن النظام الرأسمالي نفسه واجه انتقادات كثيرة، ليس فقط من خارجه بل من داخل أروقة الفكر الرأسمالي ذاته، مؤكدًا أن هذه الانتقادات أدت إلى تطوير مفاهيم اقتصادية جديدة، تنطلق من التجربة لا من التنظير فقط.

وأوضح أن الأفكار التي يطرحها ترامب لا يجب النظر إليها كآراء شخصية ارتجالية، بل هي نتاج مشاورات مع مستشارين اقتصاديين مخضرمين، بعضهم من خريجي جامعات مرموقة مثل هارفارد، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار تمثّل محاولة لإجراء مراجعة جذرية للنظام الرأسمالي وتوجيهه نحو التصحيح.

وأكد أن ترامب يضع على الطاولة إعادة تقييم لحرية التجارة الدولية، متسائلًا عن مدى تأثيرها الفعلي على الصناعة الأمريكية، مضيفًا أن ما يحدث الآن هو لحظة اضطراب عالمي، لكنها في الوقت نفسه تشكّل اختبارًا عمليًا لقدرة ترامب على تنفيذ رؤاه الاقتصادية.

عبد الجواد: ترامب يصعّد المواجهة مع الصين

وفي سياق متصل، قال الدكتور جمال عبد الجواد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقدّم أفكارًا مستحدثة وغريبة إلى حد بعيد في إدارة السياسات الاقتصادية والخارجية، مشيرًا إلى أن تلك الأفكار تُحدث تصعيدًا غير مسبوق في المواجهة مع الصين وتوترًا مع الحلفاء.

وأوضح “عبد الجواد”، أن الإدارات الأمريكية السابقة كانت تعمل على احتواء الصين ومنع صعودها كقوة عظمى، عبر فرض قيود صارمة على وصول التكنولوجيا المتقدمة والرقائق الإلكترونية إلى بكين، إلى جانب ضخ استثمارات ضخمة في صناعة الرقائق داخل الولايات المتحدة لتعزيز تفوقها التقني.

وأشار إلى أن السياسة الأمريكية اتجهت نحو توسيع المواجهة مع الصين من خلال تحالفات دولية، شملت أوروبا، وحلف الناتو، وقوى إقليمية في المحيط الهادئ، بما فيها دعم تايوان كجزء من الإستراتيجية لاحتواء النفوذ الصيني المتزايد.
وأكد أن ترامب الآن يتجه نحو تصعيد أكبر، ليس فقط مع الصين، بل حتى مع الدول الأوروبية التي تمتلك فائضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه يفتح ملفات مثل الضرائب الرقمية، ويعامل الشركاء الاقتصاديين بـ”رؤية اختزالية”، تختزل مشاكل الاقتصاد الأمريكي في علاقاته الثنائية.

سليمان: ترامب يحاول “إصلاح” النظام العالمي

فيما وصف الدكتور علي سليمان، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “مثل طفل مشاغب يحاول إعادة تشكيل النظام العالمي، لكنه يفعل ذلك بطريقة خاطئة”، مشيرًا إلى أن تحركاته السياسية تفتقد إلى الرؤية المتكاملة، وتعتمد على هدم التحالفات القديمة بدلًا من بناء تحالفات جديدة.

وكشف “سليمان” عن أرقام مثيرة للقلق تتعلق بالاقتصاد الأمريكي، حيث أوضح أن العجز في الميزانية وميزان المدفوعات يتفاقم بشكل مستمر، موضحًا أن العجز بلغ 70 مليار دولار في فبراير 2024، وتضاعف في مارس 2025، ما يبرز تحديات هيكلية عميقة في الاقتصاد الأمريكي.

وأشار إلى وجود أزمات كبيرة في نظام الضمان الاجتماعي داخل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مع تراجع في أعداد السكان البيض، ما يهدد تركيبة القوى العاملة ويفتح الباب أمام معضلات اجتماعية واقتصادية داخل المجتمعات الرأسمالية.
ولفت إلى أن مفهوم العولمة كما نعرفه بدأ يتغير، مشيرًا إلى أن روسيا التي كانت تُعد مكسبًا للغرب، أصبحت اليوم في موقع المواجهة، في ظل عالم يشهد تحولات جذرية في موازين القوى والعلاقات الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى